كانت بعض من تصريحات العالم الفاضل ستيفن هوكينج متعلقة بالوجود الإلاهي، و هل وجود الكون يحتاج إلا وجود الله ؟ و هل تصميم و ظبط الكون يحتاج لوجود الله ؟ و رغم الكثير من الملاحدة أو اللادينيين إحتفوا بتصريحات ستيفن هوكينج على أنها دليل بأن الكون لا يحتاج إلى خالق لإيجاده و ظبطه و تصميمه إلا أن الكثير من الناس غير مدركين أن ستيفن هوكينج من أهم الناس الذين ساهمون في وضع أساس علمي أو في دعم الأدلة العلمية على إثبات وجود الله !
في البداية : أنا أؤمن تماماً أن ستيفن هوكينج من أهم العلماء المعاصرين الذين ساهموا في تعزيز و إثبات الأدلة العلمية على وجود الله و لكن الخلاف الذي بيننا و بين ستيفن هوكينج هو الفلسفة في طريقة التفكير في إستنتاجاته في محاولة تبرير أو محاولة تفسير هذه الظواهر الذي ساهم و ساعد في إثباتها علمياً، و أن ستيفن هوكينج يتفق مع المؤمنين في المقدمات لكنه مختلف معهم في النتائج، ستيفت هوكينج يؤمن أن الكون حادث، و يؤمن أن الكون مظبوط ظبطاً دقيقاً من أجل نشأة الحياة على الأرضن و لما نقول أن ستيفن هوكينج أنه يؤمن بهم للإثنان فهذا إيمان مبني على أدلة علمية و على رياضيات نظرية، و من أهم الكتب التي وضحت موقف ستيفن هوكينج الوسطي المقبول المعقول هو كتاب a brief history of time و هو الإصدار الحديث لكتابه المشهور جداً. و لنظرة من اهم إقتباسات من أهم الإقتباسات أو من أهم أقوال ستيفن هوكينج في كتابه a brief history of time يقول :
((طالما إعتقدنا أن للكون بداية، فإن دور الخالق واضح، و لكن إذا كان الكون مكتفياً بشكل كامل و ليس له حدود أو حواف ، بدون بداية أو نهاية فإن الإجابة تبدو غير واظحة : ما هو دور الخالق ؟)) و مادام هوكينج هو أعطى إجابة واضحة ثم غير إجابته، هنا يلزم انه يبرر لماذا غير إجابته، ستيفن هوكينج واضح جداً مادام للكون بداية يبقى دور الخالق واضح و لكن لو كان الكون من دون حواف و مكتفي بنفسه و ليس له بداية و لا نهاية يبقى هنا دور الخالق غير واضح، ما دور الخالق هنا ؟ بما أن الكون مكتفي بنفسه و ليس له بداية و لا نهاية، هنا يلزم أن نسأل سؤال أكثر اهمية : ستيفن هوكينج يقول بما أن الكون له بداية يبقى دور الخاق واضح و هذا الرأي متفق تماماً مع المؤمنون الذين يقولوا : أن إذا كان للشيئ بداية تبقى له سبب في بدايته، أو كل شيئ حادث له سبب لحدوثه. و إن الكون له بداية فإن يبقى له سبب لحادثه إذا له خالق، ستيفن هوكينج إختصر الموضوع إكثر من هكذا و قال : بما أن الكون له بداية يبقى دور الخاق واضح، و بمجرد أننا نثبت أن الكون له بداية يبقة دور الخالق واضح.
الآن نسأل سؤال في غاية الأهمية أيضاً؛ هل الكون له بداية ؟ أو الكون مكتفي بنفسه و ليس لح حدود و حواف و ليس له بداية ولا نهاية ؟ و ما هي إجابة ستيفن هوكينج على هذا السؤال ؟ | الواقع أن ستيفن هوكينج ساعد في إثبات أن الكون ليس ازلياً و ان له بداية.
عالم الفيزياء الفلكية الكندي هيو روس يقول : ((قبل عام 1970 م، علماء الفلك أدركو أن للكون بداية، إلا أنهم لم يفهموا إلا القليل حول كيفية بداية الكون. و لكن جاء إثنان من علماء الفيزياء (ستيفن هوكينج) و (روجر بنروز )ن و توصلاً إلى أول نظرية عن الزمكان وِفقاً لنظرية النسبية العامة.النظرية أثبتت أنه وفقاً للنظرية النسبية العامة الكلاسيكية، إذا إحتوى الكون على كُتلة، و إذا كانت نظريات النسبية العامة تصف ديناميكا الكون بشكل موثوق؛ فإنه لا بد أن تكون هناك بداية لأبعاد الكون : الزمان و المكان، تتزامن مع نشأة الكون)).
يعني هذا القول بإختصار : أن (ستيفن هوكينج) و (روجر بنروز) إشتغلوا على المعادلات الخاصة للنسبية العامة لإينش تاين و خرجوا بالنتيجة التالية أن : لو كانت للنسبية العامة صحيحة فإن الكون يلزم له بداية، بل بداية مطلقة لكل أبعاده (الزمان و المكان).
و يبقى السؤال مجدداً : هل النظرية النسبية صحيحة ؟ في الواقع و قولاً واحداً النسبية العامة لإينش تاين تعتبر أوثق نظرية علمية اليوم، و عليها أدلة مستقلة تثبت صحتها لا مجال لتكذيبها. و لا يوجد شخص ليومنا هذا يشكك في صحة النظرية العامة، و أن النسبية العامة تعتبر من أهم الأدلة العامة التي تثبت على وجود الكون، و أيضاً لـ ستيفن هوكينج أدلة أخرى تثبت أن الكون ليس أزلي و أن له بداية، و يقول أيضاً : ((كان من المدهش جداً ان معظم المجرات بدن منزاحة إلى الاحمر ، تقريباً كانوا كلهم يبتعدون عنا، و الأكثر إدهاشاً إكتشاف أن (هابل) نشر في عام 1929 م أنه حتى مقدار إنزياح المجرة نحو الاحمر ليس عشوائياً، بل يتناسب مباشرةً مع بعد المجرة عنا. بمعنى آخر، كلما بعدت المجرة سارع إبتعادها و هذا يعني أنه الكون ليس ساكناً أو غير متغير الحجم، كما إعتقد الجميع في السابق. فهو في الواقع يتوسع، فالمسافة بين المجرات المختلفة تزداد طول الوقت)). و هذا كلام ستيفن هوكينج أيضاً.
و هذه لمحة تاريخية سريعة : ان إينش تاين لما وضع معادلات النظرية النسبية العامة، إكتشف أن نظرياته و معادلاته تجزم الكون لازم يكون له بداية. لكن إينيش تاين يعتقد أن الكون مستقر و أن الكون ساكن و إن الكون ساكن و ثابت، فغير في معدلاته من أجل أن تكون المعادلات تستلزم أن الكون مستقر، و وضع ثابت سماه الثابت الكوني يعمل كمظاد للجاذبية فالكون يبقى مستقر. لكن كان في عالم من العلماء إسمه أدون هابلز و العالم أدون هابلز كان لديه تيليسكون عملاق يرصد به المجرات عن طريق ظاهرة إسمها الإنزياح نحو الأحمر، و الإنزياح نحو الأحمر معناها أنك إذا تنظر بالتيليسكوب و تنظر في المجرة معناه أن المجرة لونها نازح نحو الاحمر ، و قول و إختصار العلماء : ان المجرات تتباعد عندنا، و نتوصل إلى نتيجة أن الكون غير مستقر أو ثابت بل إن الكون يتوسع، و إينش تاين نفسه زار أدون هابلز و إطلع على بالتيليسكوب و أقر أنه أخطأ لما عدل على معادلاته، يبقىفي النهاية وصلنا للتالي : أن إينش تاين نفسه كان مؤمن و مدرك أم معادلاته تقول أن : الكون يلزم تكون له بداية و إما أن الكون كان صغير و يتوسع أو كان كبير و ينكمش، و بعدها أدون هابلز إكتشف أن الكون يتوسع و كما ذكرنا في الأعلى.
و في الأخير يبقى لنى أنه لدينا الدليل النظري لإينينش تاين و الدليل المرصود لأدوين هابل و بعدها جاء روجر بنرز و ستيفن هوكينج واشتغلو أكثر على معادلات إينش تاين و وصلو إلى النتيجة الذي أكد عليها إينش تاين إن الكون يلزم يكون له بداية. و أن ستيفن هوكينج يشير إلا أن الإعتقاد القديم (أن يكون أزلي و ليس له بداية) و أنه ثبت عليماً أن الكون له بداية و أن له بداية او حادث لبدايته. و نتذكر قول ستيفن هوكينج ((بما أن للكون بداية، يبقى دور الخالق واضح))
و تذكرونا في الجزئ القادم إن شاء الله ... :)
التعليقات