هذا السؤال يلِحُّ عليّ بشدة منذ أمس، خاصة بعد أن كتبت الموضوع الخاص برأيي النهائي في مصطلح (التنمية البشرية) والصناعة ككل. (إذا رغبت بقراءة هذا الموضوع:

https://goo.gl/4WmeJP)

ومنذ الأمس وأنا أسأل نفسي هذا السؤال: هل من الممكن أن يؤثر فيّ كتاب أو فيديو أو مقولة؟

تطلب الأمر مني عمل بحث شخصي عن الكتب التي أثّرت في على مدار حياتي، واستكشاف ما إذا كان هذا الأمر صحيحًا أم لا. عادة، لا أحب التنظير السطحي للمواضيع، فلا أدلي برأي جازم في موضوع ما إلا وأكون قد عاينته عن قُرب، وجربته بنفسي. هذا، وإلا فالسكوت هو خياري الأمثل.

كما قد لاحظت، أنا قاريء نهم، ولدي حصيلة لا بأس بها على الإطلاق من الكتب الثقافية والمهنية المتخصصة والروايات والسير والتاريخ والأعمال الفنية. بناءً على حصيلتي تلك، بدأت في إعداد قائمة بالكتب التي تأثرت بها في حياتي الشخصية أو المهنية, وبدأت في عمل إحصائيات شبه دقيقة عن مدى النفع الذي تحصلت عليه من تلك الكتب.

قمت بتصنيف الكتب بناءً على الفائدة المتحصلة لي، وليس على تصنيفاتها الفعلية، وذلك للوصول إلى خلاصة واقعية.

لنبدأ....

1. الروايات: قرأت أكثر من 600 رواية لمختلف الكُتَّاب المحليين والعالميين. ساهمت الروايات في زيادة حصيلتي اللغوية، والقدرة التعبيرية، والكثير من التصويرات البلاغية. حجم الاستفادة لا يمكن قياسه بنسبة مئوية، ولكن بالمقارنة بقدرتي على الكتابة في مختلف المجالات، وأن الكتابة – في الأساس – هي مصدر رزقي الآن، فأظن أن استفادتي 100% من الروايات.

2. الكتب العلمية: قرأت نحو 50 كتاب علمي (علوم بحتة) على مدار رحلتي في القراءة، وكانت استفادتي فيهم ضعيفة، ونظرية فقط. ربما بسبب الطبيعة التطبيقية للعلوم البحتة. استفادتي نظرية للغاية من الكتب العلمية، والتطبيق فيها ضعيف جدًا. يمكنني القول بأن حجم الاستفادة هو 10% فقط. المقصود بعلوم بحتة، كتب مثل (الفضاء عصرنا، تاريخ الاقتصاد المصري، عصر العلم، الخ).

3. كتب التنمية البشرية: قرأت نحو 20 كتابًا، وحققت استفادة مباشرة من 6 كتب فقط (كيف تكسب الأصدقاء، ارسم مستقبلك بنفسك، العادات السبع، دع القلق وابدأ الحياة، من حرك قطعة الجبن الخاصة بي، دائرة الحياة). بقية الكتب الـ 20 كانت استفادتي ضعيفة أو غير تطبيقية بالنسبة لي. من الممكن أن نقول أن نسبة الاستفادة 35% من كتب التنمية البشرية بشكل عام.

4. كتب الثراء والإدارة المالية: ما أتذكره 3 كتب فقط، وربما قرأت غيرها، ولا أذكر اسمه. (أغنى رجل في بابل، الأب الغني والأب الفقير، أستطيع أن أجعلك غنيًا)، وحجم الاستفادة من هذه الكتب هو 100%، فقد طبقت الكثير من النصائح الواردة في هذه الكتب بشكل كبير في حياتي الشخصية، ونجحت هذه التطبيقات معي.

5. الكتب التاريخية: قرأت الكثير في التاريخ، فأنا من عشاقه في الواقع. والتاريخ له آثار بعيدة المدى، في رفع نسبة النضج والوعي السياسي والتربوي. على المستوى الشخصي، استفدت من التاريخ في تربية أبنائي. للأسف يصعب حصر كتب التاريخ لأنها كثيرة ومتنوعة ما بين تاريخ حديث وقديم، وكتب معاصرة وأمهات الكتب. ولكن حجم استفادتي من كتب التاريخ يتعدى الـ 70% وجميعها يصب في الناحية التربوية، سواء تربية النفس أو الأبناء.*

6. القراءة المهنية: للأسف معظم قراءاتي المهنية باللغة الإنجليزية، ولم أجد بعد المصدر العربي الذي أحترمه في صناعة المحتوى، بخلاف تعلمي الكتابة الاحترافية من أستاذي رؤوف شبايك، وبعض المقالات في معمل ألوان. بالطبع استفادتي المهنية غير محدودة ولا محصورة بنسبة، فكل ما أتعلمه أطبقه في عملي، وأحقق نتائج جيدة عليه.

7. المجلات والدوريات والمقالات: حسب التصنيف وقيمة المعلومة. قد تكون الاستفادة 100%، وقد تكون 50% أو 20% أو صفر%. لا يمكنني التحديد، ولكن كلما كان الكاتب أفضل، كلما زادت الاستفادة. بالمناسبة لا أقرا الجرائد نهائيًا، فهي أسوأ شيء تضيع فيه وقتك.

8. الفيديوهات التعليمية: حجم الاستفادة يقترب من 100% لأني لا أفتح أي مواد مرئية إلا إذا كنت في حاجة فعلية إليها. وحينما أصل إلى صلب المعلومة التي أبحث عنها، أصرف نظر عن بقية الفيديو توفيرًا للوقت.

9. الفيديوهات التحفيزية: تساعدني بشكل شخصي على تغيير مودي، وتحفزني على العمل إذا شعرت بالملل. أحيانًا آخذ منها أفكار، وأحيان أخرى لا. بشكل خاص أفضل فيديوهات قناة أسلوب على اليوتيوب Osloop.

هذا ما تمكنت من حصره في هذا الوقت القصير. وكما أشرت في بداية الموضوع، هذه النتائج كلها تقديرية ولا يمكن تعيينها بشكل دقيق بسبب ضيق الوقت من ناحية، وكثرة الكتب التي قرأتها وتنوعها من ناحية أخرى، ولكن يمكن الاستئناس إلى هذه النتائج نوعًا ما.

والآن أخبرني بتجربتك: هل استفدت يومًا من كتاب؟