هل يزداد غباء و كسل الانسان مع التقدم التكنولوجي ؟

لي وجهة نظر شخصية بهذا الأمر .. أعتقد أن بها جزء كبير من الصحة.

الأمر في الأساس يرجع إلى شخصية المرء. فالإنسان الكسول بطبعه سيجعل من التكنولوجيا أداة مساعدة له على الكسل، والعكس صحيح. فالنشيط بطبعه، سيستغل التكنولوجيا في دعم هذا النشاط، وجعل الحياة أسهل.

د. أحمد زويل لم يكن يجري أبحاثه في معمل بدائي، ولكن معمل مُجَهَّز بأحدث الأجهزة والأدوات، ومع ذلك كان اليوم الذي لا يعمل فيه كثيرًا يعمل لـ 16 ساعة عمل. أعرف أن المثال استثنائي، ولكنه أول مثال جاء إلى ذهني.

كان لي صديق رفض المجيء لي لمذاكرة موضوع هام بسبب عذر قهري بالنسبة له. ما هو ذلك العذر القهري؟

تكييف سيارته لا يعمل................. وجد أن رحلة قيادة السيارة - التي ستسغرق 20 دقيقة على الأكثر - ستكون مرهقة بالنسبة له في غياب التكييف.

نموذج مزدوج لسوء وحسن استغلال التكنولوجيا من أبحاث الجامعة:

شاب استغل الإنترنت لمساعدته في إتمام أطروحته.

شاب آخر استغل الإنترنت في استئجار من يقوم له بالبحث، بينما هو نائم في سريره.

خلاصة تحليلي: التكنولوجيا مظلومة .. التكنولوجيا أداة مثلها مثل أي أداة تجعل حياتنا أسهل. طريقة تعاملنا معها هو ما يحدد كوننا كسالى أم لا.

نعم يزداد فعلاً انا ايضاً بدأت بملاحظة الموضوع عند اقاربي ، في فيس بوك لا يقرأون اكثر من 3 او 4 أسطر .

موضوعك مهم فعلا لكني اتسائل كيف سيتصرفون حينما ينقضي رصيدهم في المنزل الذي يوفر اقامة واكل مجاني وباقة انترنت مدفوعة؟ ام ان هؤلاء الكسالى في نفس الوقت -لاقدر الله- يعملون ولهم رواتب؟

بخصوص القراءة المختصرة فالسبب في رأيي هو الخوف من الفقدان ، مالذي يدفعني إلى قراءة كتاب كامل حول تخصص معين بينما في الإمكان متابعة صفحة على الفايسبوك تنشر منشورات مختصرة حول الموضوع، إذا بقيت في قراءة مقال واحد مثلا ربع ساعة فسأفقد الصدارة في معرفة آخر الأخبار ، الأخبار لا تنتهي علي أن أكون أول من يطلع عليها لذا يكفيني منشور من 3 أسطر حتى آخذ المعلومة وأنتقل للخبر الجديد فربما يكون أكثر أهمية كي أنشره على صفحتي وهكذا يكون لي السبق في معرفة الجديد و إبهار الآخرين بسرعتي في تقفي آخر الآخبار ، هذا الأسلوب من الإطلاع كون أشباه مثقفين يعرفون عن الكثير من الأشياء معرفة سطحية جدا لكن لا يمكن مناقشتهم بشكل جاد حول أي موضوع معين والتعمق فيه، والذين ينجحون في هذا العصر هم طبعا العملة النادرة "المتخصصون"

جدبني موضوعك كثيرا, حقا هذه الظاهرة أصبحت متفشية بكثرة في المجتمع. التقدم التكنولوجي إما أن يعود بالسلب أو الإيجاب عن الإنسان, لا ننكر أن لديه إيجابيات كما لديه سلبيات, لكن ما يسعني القول هو أن الطريقة والكيفية التي يتعامل مع التكنولوجيا بها هي التي تحدد النتائج المتوقعة على الفرد.

وإذا لاحظت ما لاحظته, فئة الشباب هي الأكثر (لا أعمم) كسلا في قراءة المقالات الطويلة أو تتبع المحاضرات عن موضوع ما, تجدهم يملون بسرعة ولا يقدرون على إكمال ما بدأوا.عكس فئة الراشدين, على ما يبدو لي, هم يميلون إلى مثل هذا النوع من المقالات والمحاضرات.

في الحقيقة هذا الموضوع الخاص بعلاقتنا بالتكنولوجيا (خاصة تكنولوجيا المعلومات) وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات أثار الكثير من النقاش والجدال في السنوات الأخيرة. فقبل بضعة سنوات صدر هذا المقال "هل يجعلنا جوجل أغبياء؟" والذي أثار ضجة حينها.

وقد أصدر بعدها نفس الكاتب للمقال كتابين تناول فيهما القضية من وجهات نظر مختلفة ومثيرة للاهتمام "The Shallows"، "The Glass Cage: Automation and Us" للأسف لم أقرههما بعد ههههه.

ولكن بشكل عام هناك من يرى أن هذا التقدم قد يفقدنا إنسانيتنا ويجعل أهم مميز للبشر وهو قدرتنا على التفكير والفهم متعلقة بتكنولوجيا المعلومات (خوارزميات، ذكاء صناعي، بيانات ضخمة)، تتحكم في إدراكاتنا وفهمنا للعالم دون أن نشعر بذلك، وهو ما سيجعل "ذكائنا" بالنتيجة يتحلل و يختفي.