كل نبي مثلا اضطر لأن يثير حفيظة الجميع ويشعرهم بالتهديد الشخصي والاهانة الشخصية .. يهاجمهم بشكل ما ليهديهم الحقيقة، ليس الانبياء فقط .. سياسون .. علماء.. نشطاء اجتماعيون، سمها .. دوما هناك احتكاك عنيف من نوع ما.

كشخص مسلم مثلا من مسؤولياتي أن أنصح [ أمر بمعروف ونهي عن المنكر ] وهو الشيء الذي اصبح تقريبا مستحيلا وصعبا في ضل الحياة التي نعيشها اليوم كيف أنصح شاذا مثلا دون أن يرشقني بتهم الهوموفوبيا ويذكرني بأن الحب يفوز ؟ كيف أنصح أي شخص له نفس معتقدي في أي شيء ديني او اخلاقي تقريبا دون أن يقول لي وانتي مالك؟ويبدأ باعطاءي محاضرة حول الحرية الشخصية وان جميع أنواع الحياة مختلفة وكلها صحيحة .. فيما لن يقولها لي لو كنت انصحه بكيف يحصل على مليون دولار مثلا؟!

حتى وانا أستطيع ان اكون لطيفة تماما وانا أنصح .. اعني لم اخذ بحياتي عصا لأحد او اتابع جدول صلاة احد؟ فقط نصيحه خفيفه عالماشي .. مثلا ان اذكر فتاة تتحجب بالفعل بان كشف شعرها حرام [ تخيلت النظرات التي ستأتيني ] انسى الامر هذا العصر لا يؤمن بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لو قلت لشخص اليوم أن شخصية محبوبة جدا جدا هي عبارة عن خدعه كبيرة وان الشخصية التي يحاربها هي الشخصية التي تريد لهم الخير مثلا؟ انظر كيف سينظر لك الآخرون بعيون دامعه سائلين اياك كيف بإمكانك اي احد ان يكره شخصا كهذا لابد من انك شيطان!

اذا قلت فقط بأن عليك استعادة حرية بلادك بالدم والقوة [الحقيقة] فسينظر اليك الجميع نفس النظرة التي ينظرونها للشيطان لو استطاعوا رؤيته، ماذا لو قمت بآلاف المسيرات السلمية والاعتصامات والهراء السلمي لتحرير وطنك [الذي حقا لايحرر وطنا محتلا] هنا سيبجلك الجميع وينظرون اليك كأنك فاتح .. مع أنك مهما طال بك سلامك لن تحرر بلدك !

في احيان كثيرة أجد أن أكثر الآراء المثيرة للجدل التي اقرأها هي اقرب للصواب من الرأي العام الذي يقبله عامه الناس.

هل هناك أي طريقة للحقيقة أن تكون بأي شكل politically correct ومستساغه؟