أختار السعادة؛ لأن الإنسان ما خُلق إلا لأجل أن يسعد، لا لأجل أن يملك أموالا طائلة.
وما يجري من يجري وراء المال إلا لأنه يرى سعادته كامنة في المال.
فهو يريد أن يجلب بالمال أسباب سعادته، كالبيت الحسن، واللباس الحسن.. وما إلى ذلك مما يبتغيه في حياته (وأنا أرى شخصيا أن المال لا يجلب السعادة أبدا.. فقد يكون الرجل أغنى البشر، ومحروما شقيا خاسرا في الدنيا والآخرة، فقد تهجره زوجته التي تزوجته لغناه بعدما استغنت، وقد يعقه أولاده الذين كسب المال لأجله الأموال بعدما استوى ساقهم، وقد يصيبه داء يمنعه عن أكل ما يشتهيه من الأطاييب).
ولا أقول أن صاحب المال لن يسعد أبدا..
ولا أقول أن صاحب السعادة فقير أبدا..
إنما أرى أن السعادة شيء، والمال شيء.
فأحب أن يكون لي المال أيضا.. ولكن من غير تبعات، فإن المال يأتي بأحكامه، وتبعاته، كخوف السرقة، ومتملقين، ومحافظين، و صداع رأس.
وأحب أن لا أحرم من السعادة في الدارين.
وإذا قالوا لي: لا، في القانون أن تختار منهما واحدا فقط: فأطرح المال جانبا..
فلأن أقطع شوطا طويلا إلى السعادة عن طريق المال، ثم أسباب السعادة، ثم السعادة، وقد أجد السعادة في أسبابها أولا أجد فقد تكون الأسباب وهمية.
خير لي من هذا الشوط الطويل أن أختار السعادة دفعة واحدة، بقفزة واحدة.
وجملة رأيي أنه لا علاقة بين المال والسعادة، والسعادة هي المقصودة، والمال طريق ظني إلى السعادة.
التعليقات