يا أخي الأمر ليس بهذه السهولة أو البساطة التي تظهر في الفيديو، فهذا مجرد كلام نظري، الكلام شيء والفعل شيء آخر.
ثم لا تنسى أنه كان هناك فعلًا الدولة الإسلامية الضخمة سابقًا، وها هي الآن قد إنتهت، ففي الأول والأخر علينا أولًا تدقيق النظر في الأسباب التي أدت لإنهاء وسقوط هذه الدولة الضخمة، وإيجاد حلول لها كي لا تحدث مرة أخرى، وكذلك وضع الضمانات اللازمة حتى لا يحدث هذا الفشل والتفكك في المستقبل مرة أخرى،
علينا القضاء أولًا على الجهل والفقر المنتشر بكثرة في دولنا العربية، علينا أولًا القضاء على الخونة والمحسوبيات والمحاباة، علينا القضاء أولًأ على التناحر بين الحكام العرب (فهذا في نظري كان السبب الأول لفشل وسقوط هذه الدولة الضخمة)، يجب القضاء - ونهائيًا - على الغش والسرقة، ومبدأ الضرورات تبيح المحظورات، فنحن قد حولنا رخصة إلهية بجهلنا وبقلة إيماننا إلى مرض يخدر ضمائرنا عندما نفعل كل شيء سيء فالضرورات تبيح المحظورات، يجب أن لا يكون أي أحدٍ فوق المحاسبة والمساءلة فالحكام والوزراء ليسوا ألهة لا تُسئل عما تفعل وهم يٍسألون فالحاكم إن رأى أن الإسلام يخدم مصالحة إذًا فالدولة إسلامية، وإن كان لا يخدمها إذًا فالدولة علمانية، علينا القضاء أولًا على مبدأ الحاكم المنزل من عند الله وصوته في الدولة، والمشايخ يدعون له وبرحمته في المساجد، فكل نجاحٍ يحدث فبفضله وبتوجيهاته، وكل خطأ بسبب مخالفته، يجب أن نقضي على أن مبدأ أن معارضة الحكام تذهب صاحبها وراء الشمس..
يجب أن ننتهي من أن نعلق مشاكلنا وفشلنا على الخطط والمؤامرات والتنظيم الماسوني وأننا ضحية العالم، يجب أن نعلم أن من أراد التقدم لا ينظرن إلا إلى نفسه، فالغرب لا يقضي نهاره وليله في حبك المؤامرات والخطط ضدنا وإنما يقضية في التخطيط لكيفية النمو والإزدهار لنفسه،
أنظر لأوروبا تلك القارة التي تتكون من دول لا يجمعها لا تاريخ أو ثقافة أو لغة واحدة واستطاعوا أن يتحدوا، بينما نحن أرباب اللغة والعرق والثقافة الواحدة اتفقنا على ألا نتفق، علينا القضاء على الخلافات التي بين أتباع الدين الواحد (سنة وشيعة)،
إن قضينا على تلك المشاكل فيمكنني أن أقول بملء فيه نحن الآن انتصرنا واتحدنا وقويت شوكتنا، وإلا فأي كلام يأتي فيما غير هذا فهو أحلام وأوهام بل أضغاث أحلام ولننتظر المهدي يا صديقي،
فالكلام النظري لا شيء .. لا شيء فالنفط في طريقه للزوال عزيزي...
التعليقات