لماذا تطورت الحضارة الغربية بينما انهارت الحضارة الاسلامية؟

كل ما قلت لا أساس له من الصحة، بل هو شيء أسمعه في الغرب من قبل "علماء مشاهير" يقولون أن سبب انهيار الحضارة العربية هو الإمام الغزالي الذي قال لهم إن العلم حرام. الهدف من المعلومة أن يقول المتلقي "واو، لم أعلم هذا غريب".

إليك أسباب انهيار الحضارة الإسلامية برأيي:

• المسلمين لم يكن لهم نظام إقطاعي... إذن كانوا يعملون بشكل متوسط.

• المسلمين لم يكونوا ماديين، إضافة إلى توفر الزكاة التي هي مبدئيا دخل أدني مضمون، يعني الحياة كان سهلة شيئا ما ولا بأس بها. الكل سعيد.

• في الغرب هناك الإقطاعية، اللورد الإقطاعي يعطي للقن أرضا يحرثها ويفرض عليه العمل بلا توقف ويأخد الغلة، العمل اليومي شيء يومي.

• خرج الغرب من الإقطاعية ودخل الرأسمالية، الغرب متعود على العمل الكاد اليومي لأقصى حد... بين في العالم الإسلامي كان يتم العمل حسب الحاجة فقط... هذا أعطى أفضلية كبيرة جدا للغربي على من في العالم الإسلامي...

• تطور الغرب بعمله الكاد، ثم دخل حقبة استعمارية ما دفع العالم الإسلامي قرون إلى الوراء.

ما يجعل دولة تتطور هو العمل، هراء الإديولوجيا تؤثر على العمل هو محظ هراء. لا أعلم من أين يأتي حتى. لا علاقة له بالواقع. خد الصين كمثال.

متفق معك بشكل جزئى لكنك تبسط الأمر, كمعظم العلمانيين بالنسبة لهم المعادلة بسيطة, دين أقل - تقدم أكبر, دين أكثر, تقدم أقل.

دى معادلة صحيحة نسبيا و لكن من ياتى أولا؟

العلمانية هى نتيجة و ليست سبب للتقدم,

الشعوب الغربية لم تتقدم بفضل انحدار الكنيسة, لكن انحدار الكنيسة حدث بسبب التقدم العلمى. كلما تقدم الانسان و زاد شعوره بالقوة أصبح احتياجه أقل الى الدين.

النقطة الفاصلة بين انحدار الشرق و تقدم الغرب ليس عصر النهضة كما يشاع, بل بداية العصور الوسطى, و تحديدا فى عصر الملك شارل, ملك الفرنجة (ما نعرفه اليوم بفرنسا و ألمانيا و بلجيكا) حيث بدأ فى هذا العصر بالتحديد فتح المدارس و تلاها الجامعات المتخصصة, مشوار طويل من العلم لم يؤتى ثماره الا فى عصر النهضة, حينما بدأ العلم يتخذ شكلا (مفيدا) اقتصاديا و عسكريا, ما تحول الى تفوق أوروبى سريع على الشرق ممثل فى الدولة العثمانية.

فى المقابل الجهود العلمية فى العالم العربى كانت فردية, و تركزت فى العصر الأموى و العباسى و انتهت سريعا, بفضل قيام الدولة بتجاهلها و قمعها فى بعض الأحيان و التركيز على الجانب العسكرى و الدينى.

التفوق الاوروبى السريع أدى بالدولة العثمانية لشن حملة موسعة و أخيرة مستخدمة كل قدراتها لاحتلال فيينا, فهذه نقطة أعتبرها الفصل النهائى من الانهيار الشرقى, حينها استدعى الهابسبورج جيش صغير نسبيا من بولندا بلغ قوامه نصف أعداد الجيش العثمانى ليلقن العثمانيين هزيمة مخزية و يقوم البولنديين بمطاردتهم و اخراجهم من رومانيا و المجر.

لم يتعلم ال"شرق" الدرس القاسى, و لم يدركوا أن الأساليب التى كانت تجدى نفعا فى العصور الوسطى لم تعد كذلك, و أن الزمن يتغير, ليتلقوا هزيمتين مرة من الامبراطورية الروسية و أخرى فى الحرب العالمية الأولى!

التأقلم و ادراك التغيرات هى الكلمة السحرية, هى شىء نجح فيه الغرب و اليابانيين و الصينيين, أقلموا ثقافاتهم و أساليب حياتهم حول المتغيرات الزمنية, و فشلنا نحن فى اعادة صياغة حضارتنا,

الدول العربية تفكر بنفس الطريقة التى كانوا يفكرون بها فى العصور الوسطى, لم يتطور أى شىء الا بالدفع الذاتى,

كمثال, الغاء العبودية كان بسبب ضغوط غربية و تفاديا لعزلة عالمية لم نكن لنحتملها و ليس بسبب جهود و مبادرات ذاتية.

السؤال الاهم الان لا يوجد رجال دين يسيطرون ولا يوجد نظام اسلامي فعلي! فلماذا لانتطور من حسب منظورك؟

لا عتقد ان سبب تخلف الحضارة الاسلامية يرجع الي سيطرة رجال الدين

لا يوجد شيء يستمر على حاله، هذا من المسلمات في الميكانيكا الحرارية، لذا فمن عاش في عصر ازدهار الحضارة الاسلامية توقع أنها لن تنهار أبدًا، وهذا ما يحصل الآن، ولكن التجديد دائمًا وانتقال مراكز القوى مفيد لاستمرار الحضارة والتحايل على الميكانيكا الحرارية.

الخيانة والكذب والسرقة تدمر اي امة

ليس هناك مجال للمقارنة

المقارنة هنا غير صحيحة

الحضارات الغربية هي حضارات علمانية وليست حضارات دينية لتقارنها بحضارة دينية

طبعا لا يفهم من كلامي انه بمجرد تبني الدولة مبدأ العلمانية ستحضى الدولة بتطور علمي كبير و نهضة عظمى

فلدينا تركيا و تونس كمثال دول علمانية و لكن مع ذلك لم تتقدم اقتصاديا و علميا بشكل هائل( مع ان هاتين الدولتين افضل من غيرهم بالكثير )

و السبب يعود ان العقل الجمعي للمجتمع لم يقبل بالعلمانية و تترسخ لديه بل فرضت من قادة تلك الدول اتاتورك و بورقيبة و من تلاهم

الامر الاخر في هاتين الدولتين لم تتوفر حرية كبيرة فتركيا انهكتها الانقلابات و تونس حكمت بنظام بوليسي

فدولة لكي تتقدم علميا و حضاريا يجب ان يتوفر شرطان علمانية الدولة ( يتبناها الشعب بنفسه لا تفرض عليه ) + ديمقراطية و حرية تعبير

تعددت أسباب انحطاط في الأمة الإسلامية وهذا قد بدأ منذ حوالي القرن الرابع عشر، سأحاول أن أضع منها بعض النقط:

• لم يكن الرخاء الاقتصادي عاما في كل ربوع الأمة الإسلامية التي نادرا ما نعمت بالاستقرار السياسي أو الوحدة السياسية

• اكتشاف أمريكا و اكتشاف الطريق نحو الهند عبر رأس الرجاء الصالح أدى لإلغاء دور الدول الإسلامية في طريق التجارة مع الشرق الأقصى وإعطاء دفعة قوية للاقتصاد الأوربي

• تسير الدولة حسب مزاج الحاكم فمنهم من كان يقرب الشعراء الذي يمدحونه ويسامرونه ومنهم من يقرب العلماء ومنهم من يقرب بطانته ويوفر لهم كل وسائل الهيمنة الاقتصادية.

• البحث العلمي والترجمة كانت عبارة عن مجهودات شخصية لبعض الأفراد بل حتى إن بعضهم كان منبوذا ما لم يكن متملقا للحاكم وأنا أعني بهذه النقطة أن الوعي العلمي كان محصورا على بعض الاشخاص ولم يكن وعيا مجتمعيا

• عدم وجود نظام تعليمي لنشر العلوم أو الترجمات (باستثناء العلوم الشرعية او بعض فروع الرياضيات المستعملة في حساب المواريث) أو حتى لنقله للأجيال القادمة وهذا ما تداركه الأوربيون

وأعجبتني نقطة العمل الجاد وتعوّد الأوربيين على العمل الشاق والمنضبط .

كمثال بسيط فرياضيونا لا يسايرون لياقة نظرائهم الأوربيين في أغلب الرياضات

بل العكس تماما . لو تتبعت تاريخ كل الدول الاسلامية(الأموية العباسية الأيوبية السلاجقة الغزنوية المماليك .العثمانية ...الخ) عبر التاريخ ستجد أنه قبل سقوطها كان هناك انتشار للغنا و الفجور و تهميش رجال الدين الربانيين و تسلط القضاة الظلمة و علماء البلاط الذين يفتون حسب أهواء الحكام