لم اشارك يوماً في مجموعة اجتماعية على فيسبوك إلا وندمت ندماً شديداً على دخولها، السرطان الالكتروني من الممكن أن يتلخص كله بكلمتي facebook group... مهما كانت المجموعة تخصصية ولها هدف ويعمل مشرفوها على حعلها مكاناً محترماً، لا يمكن أن تكون غير مسرطنة.
لكن، لأسباب معينة اضطررت للاشتراك في عدد من المجموعات في الاونة السابقة، وهنا تعرفت على عالم الانترنت الاكثر سرطنة من قسم الأنمي في 4chan وقسم الاسئلة الحياتية في quora
صراحة
لم يتبق أحد في العالم العربي الا وتحدث -أو شارك- في موجة صراحة... الموقع الذي يسمح لأي أحد تقييمك كقميص، بنطال أو قبعة في متجر ما، ولم لا من لا يغرب بالحصول على اراء الناس المميزة والتي تهم جداً /s والتي حتماً سأستمع لها وأنفذها في حياتي.
الكثير من الناس تحدثوا عن صراحة ليس آمن ووصل الأمر لأن أحدهم أصابه جنون البقر وأصبح يدعي ان الموقع -أجل الموقع ذاته- يستطيع اختراق كل من يقوم بتسجيل حساب فيه، والاطلاع على صوره الشخصية الموجودة على هاتفه -حتى لو لم يكن يستخم الهاتف في التصفح- ويستطيع الوصول الى الكاميرا وتشغيلها في أي وقت... ونصح من أنشأ حساب على موقع صراحة أن يغير بريده الالكتروني وكلمة المرور وينتقل لدولة اخرى ويغير اسمه ومن ثم يبدأ بحياة جديدة في كون موازي.
البعض الآخر تحدث عن الجانب الاجتماعي للموقع وكمية التعليقات السلبية والكلمات الجارحة التي تصل للمستخدمين والناس المريضة نفسياً التي تستخدمه... حسناً ربما أكون مختلفاً قليلاً في نظرتي لهذا لكن الأمر موجود فعلاً، من لا يرغب بحدوث هذا النوع من الأشياء معه من الأفضل أن يتخطى "موجة صراحة" التي تنتشر الان.
ما أرغب بالتحدث عنه هو صراحة بذات نفسه، كتريند وكموقع، أولاً لا يوجد أي صفحة لمعرفة صاحب الموقع من داخل الموقع، ولا يوجد أي اشارة لأي شروط أو اتفاقية استخدام، أي ان الموقع باختصار legally fucked ويمكن تشبيهه بمواقع القرصنة والسبام -مع احترامي الكامل لمبرمجه- الا ان الموقع غير موثوق اطلاقاً.
أيضاً خلال تصفحي للموقع لم أجد طريقة ظاهرية للربح من الموقع، أنا شخص براغماتيّ قليلاً لذا أول ما يخطر ببالي عندما اجد أحداً ما يقدم خدمة على الانترنت أفكر بما سيعود ذلك عليه، لا أحد يقوم بشيء ما مجاناً في هذه الأيام... لذا ان كان الموقع لا يعتمد على الاعلانات، ولا يعتمد على الترويج لصاحب الموقع وقدراته التصميمية والبرمجية والتسويقية -والتي كنت لأبرر وجود الموقع لو كانت هي السبب-... هذا يتركنا مع الاسلوب الربحي الوحيد المتبقي الذي تستخدمه أغلب شركات العالم *فلنبع بيانات المستخدمين-.
ولكن هادي، ما الذي سيفعله شخص ما ببياناتي، لست وزير الانترنت العالمي ولا امتلك مخططات مفاعلات نووية كورية في بريدي الالكتروني.
حسناً، أنا مدرك لهذا تماماً، ولكن بيع المعلومات لطرف ثالث أمر غير قانوني، وطالما لا يوجد هناك تنويه من الادارة ان المعلومات لن تتم مشاركتها، يعني ان مشاركة المعلومات امر وارد الحدوث جداً.
ربما لن يهمك الامر كثيراً يا من لا يفتح بريده الالكتروني سوى مرة في العام، ولكنه يهمني كوني لا أرغب بالمزيد من السبام.
الحمامة المجنونة trash dove
ميم جميل ولطيف ويحمل رسالة سامية -لمن لا يعلم الحمامة متسممة من القمامة ومصابة بمرض لهذا تتصرف بهذا الشكل، وهذه رسالة الستيكر للتنويه على ضرر القمامة على الكائنات الحية- ولكن كالعادة، لكل ميم ينتشر هناك مقدار من الغباء يصيب السوشال ميديا العربية - وبشكل موازي أيضاً، السوشال ميديا الاجنبية-.
الحمامة هية صهيونازية تحرض على معاداة السامية ويستخدمها الماسونيين في تحديد أتباعهم من بين العامة، كل من نشر هذه الحمامة أصبح الآن ماسونياً.
حسناً......... لو كنت أعلم أن دخول الماسونية بهذه السهولة لما اعتبرتها منظمة حتى.
بغض النظر عن كل الهراء الذي انتشر عن حمامة القمامة المجنونة والكثير من المنشورات التي -تستنكح- عقل القارئ، الأمر الأكثر استعجاباً هو انجذاب بعض المواقع للكتابة فعلاً عن هذه الحمامة والترويج لهذه المقالات مستخدمين "نظرية المؤامرة" وأحبابها لجلب الزيارات.
"الروايات" الجديدة
لنفس السبب الذي جعلني أشترك بمجموعات على فيسبوك اشتركت بمجموعة مخصصة للكتب والقراءة، وكان هذا ثاني أسوأ خيار في حياتي بعد قراري اتخاذ التدوين كعمل حر.
كمية المنشورات العامية التي تدعي أنها شعرية وأدبية التي رأيتها في فترة قصيرة جداً من الزمن جعلتني أصاب بالقرحة الدماغية، كمية الأشخاص الذين يسمون أنفسهم "شعراء" فقط لكتابتهم كلمتين على نمط "ركبت الأوتوبيس، وشفت العتريس" -مع احترامي للاخوة المصريين- أكبر من عدد النيازك التي تسبح في الفضاء.
ربما تحدثت سابقاً -في مكان ما- عن الاستغباء الذي يدعى أدباً في هذه الأيام، مع أني لست عاشقاً للأدب القديم ولكن مع هذا، أنا ممتن فعلاً أن القدماء موجودون.
طبعاً هناك الكثير من المؤلفين المعاصرين الذين لديهم الكثير من الكتابات المميزة الفصيحة التي تجعلك تفتخر أنك ولدت في عصر يسمح لك برؤية مؤلفاتهم تنشر واحدة تلو الأخرى...
لكن وجود كمية استهبال ضخمة تجعل من الصعب التفاؤل بالمستقبل القادم -- المستقبل اللاحق لحفنة المؤلفين الذين يشيخون الآن... والقادم لل"مؤلفين" العاميين الذين لا يتقنون كتابة "لاكن".
هل كنت ممن شاركوا بهذه الصيحات؟ ما تبريرك وتفسيرك لكل منها؟ كيف تتعامل معها كل يوم؟ والسؤال الاهم، كيف تستطيع تحمل مجموعات الفيسبوك؟
التعليقات