تبدأ القصة برجل مؤمن يخبره الاله بان طوفاناً سيحدث ويامره ببناء سفينة ويحمل معه اهله ومن يصدقه وكل الحيوانات (ويبدو ان القصة تجعل الطوفان يشمل الارض كلها او المعروفة لهم) وفي العادة يكون الطوفان هو موجات تسونامي من البحار او فيضانات او امطار غزيرة قد تستمر ل٤٥ يوم، وتنتهي القصة في الغالب باستواء السفينة على جبل (واحيان اخرى شجرة او لا تكون هناك سفينة وهناك شجر طويل فقط يقف عليه الناس وعناصر القصة تختلف حسب البيئة) وانتشار الانسان من جديد في الارض، او تاخذ القصة منحنى آخر باعادة قصة آدم وحواء واقتصار المركب على اخ واخته.

اختلفت قصص الطوفان التي وصلت لكل انحاء العالم وزادت على المائتين مما دفع العلماء للبحث اكثر حول ماهية هذا الطوفان.

يمكنك قراءة كل قصص الطوفان من هنا:

http://www.talkorigins.org/...

الصورة الثانية (من اليمين الى اليسار) تعود لاقدم تسجيل لقصة الطوفان للحضارة السومرية تظهر فيها السفينة بحجم ضخم مليئة بالآلهة (تقريباً) بينما تتموضع باقي العناصر خارج السفينة مع شبه تأكيد انها تنتمي للسفينة ما عدا الماء والسمك.

تقوم القصة السومرية على نفس العناصر السابقة مع تغيير اسم الرجل الصالح وجعل اله للشر يريد تدمير البشر لكثرتهم وانزعاجه منهم واله للخير يريد انقاذهم ويحدث البشري من خلف جدار مجمع الآلهة ليأمره ببناء السفينة..الخ.

الصورة الاولى تعود الى بابل وقتال آلهتها بقيادة مردوخ ضد تعامة المياه الاولى وام كل شيء التي كان سبب قتالها ضدهم هو انزعاجها من ضوضاءهم وصخبهم في بطنها، وينتهي القتال بقتل التنين (احد صور تعامة) وقتل زوجها (الذي انجبته بنفسها) وخلق البشر وتقطيع تعامة الى سماء وارض الى اخره من قصص التكوين البابلية.

هل حدث الطوفان بالفعل؟

السر يكمن في السومريين وفي معرفة من اين جاءوا فالقابهم تدل على انهم اصحاب القصة الاصلية فتارة يكونون" اصحاب الرؤوس السوداء" وتارة "الناجون من الطوفان" وتارة يسكنون الجبال بجانب البحر، تُرجع اكثر النظريات اقبالاً نشأة الطوفان لنهاية العصر الجليدي الرابع والاخير في اواخر ١١ الف قبل الميلاد وقيام القصة بين ١١ الف ق.م و٥ الاف ق.م، وتتكلم عن ذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار والمحيطات واغراق البحر الاسود الذي كان منطقة زراعية خصبة، ويمكن من هنا ترجيح كفة انصار نظرية ان السومريون قادمون من الشمال، وعلى الجانب الآخر يرجعهم البعض لعرب جنوب شبه الجزيرة المطلين على ساحل البحر العربي ونزوحم شمالاً بعد الطوفان، وفي النهاية هناك من يجمع بين النظريتين فيرجع اصل السومريين الى جماعتين احداهما جاءت من الشمال (الفراتيين) والاخرى من الجنوب.

وعند اعادة النظر لقصص الطوفان تجد انها بعضها تحدث على القرى المطلة على الساحل مما يقوي نظرية التسونامي.

اقرأ المزيد من هنا :

نظرة جديدة للقصة

اطلب منك تأمل الصورتان بالاعلى مجدداً وتخبرني كم تتطابقان.. نسبة كبيرة اليس كذلك؟

كلاهما متشابهتان في ان ما يشبه القارب يوجد في المنتصف ويشغل حيز كبير والعناصر الاخرى خارجه، كما يمكنك ان ترى ان في السفينة السومرية هناك آلهة اكثر من كونهم بشر لذا.. يمكننا اعتبار الطوفان ما هي الا تمثيل للمرحلة الأخيرة من الصراع بين عبادة الآلهة الذكور والاناث (تعامة ومردوخ) فكما نرى في القصة البابلية فمردوخ هزم تعامة الممثلة في الماء كما نجا الآلهة الصغيرة من غضبها (تعامة هنا الطوفان والبشر هم الآلهة) وقادهم في المعركة مردوخ (انليل في القصة السومرية) وبعد انتهاء الطوفان فتح الرجل الصالح نافذة في السفينة لتدخل اشعة الشمس (الممثلة دائماً باحد الآلهة الذكور).

كما يتم ذكر القصة على نحو مغاير يكون سببه امرأة جاءت على القرية والامواج تاتي خلفها، كما ان اسباب غضب تعامة مشابهة جداً لأسباب غضب الآلهة من البشر فهم كثروا وكثر اضطرابهم وارادوا اعادة الهدوء للارض بافناء كل من عليها.

في النهاية جاء على بالي هذه النظرية بعدما شاهدت هذا التشابه العجيب، ولكن على رأي mattpat: "it's just atheory..a myth theory"

الصورتان من المتحف البريطاني.

الآن اخبرني اي النظريات تعتقد حول نشأة السومريون؟ وهل لديك تاريخ محدد للطوفان العظيم؟ هل ترى ان الاسطورة هي ذاكرة الشعوب؟ هل تؤمن بالاسطورة؟