لماذا يدعم الغرب إسرائيل بصفة شاملة؟

- دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حربها على غزة، هو ليس دعم بالمفاجئ، الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل بصفة عامة لأسباب كثيرة، سياسيا واقتصاديا وعسكرايا واجتماعيا.. الخ، لأن اليهود ذو نفوذ واسعة في العالم، بامتلاكهم الثروة والذهب والبنوك ومعظم الشركات الغربية تدعم إسرائيل خدمة لمصالحها من خلال دفع الضرائب بكمية صغيرة باتباع نهج مصلحة مقابل فوائد. 

بالإضافة إلى العامل الديني، وهو هدف اليهود الأساسي بعد نشأة نظرية الصهيونية اليهودية وبعد اختيار أرض فلسطين وليس الأرجنتين سنة 1917 في وعد بلفور، ثم قيامة وطن قومي لليهود سمي دولة إسرائيل عام 1948، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وولادة عالم جديد وفق قوانين غربية، ثم إلى عامل الاظطهاد الذي تعرض إليه اليهود في روسيا القيصرية والهجرة إلى أوروبا الغربية حينها، ولدت إسرائيل وذلك على أرض فلسطين عن طريق القتل والتهجير والمذابح لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم بالقوة. 

كتاب التوراة أو العهد القديم في الإنجيل، هو الكتاب الذي يؤمن به اليهود "شعب الله المختار" وفي كتاب "ابوكاليبسيس ابوكاليبسيس" نجد فكرة نشوء الصهيونية اليهودية : "إن الله يريد عودة اليهود إلى فلسطين لعبادته لأنه يحب من أن يعبد من هناك" ، بالإضافة إلى أن الشرق الأوسط أي فلسطين وسوريا والعراق ومصر.. كانت أراضي الأنبياء في السابق، كلها أسباب مقنعة للاستحواذ على هذه الأراضي لأنهم الناس الذي اختارهم الرب للعيش في هذه المنطقة المقدسة.

القدس الشريف أو بيت المقدس، هي مدينة تاريخية دينية تُعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث الرئيسية: اليهودية، المسيحية، الإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داوود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، كما تنص التوراة، وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب عيسى المسيح على إحدى تلالها المسماة «جلجثة» حوالي سنة 30 للميلاد، وفقًا لما جاء في العهد الجديد، أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه النبي محمد بن عبد الله إلى السماء، وتحتوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى - المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، ونتيجة لذلك نجد أهمية هذه المدينة عند جميع الشعوب والصراع القائم عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين. 

ونجد أيضا العامل الجيوستراتيجي مهما أيضا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية حيث رأى الرؤساء والاستراتيجيون الأمريكيون أن إسرائيل أداة مفيدة لاحتواء النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، والذي كان مهمًا بين الدول العربية، واستخدموا الدعم الدبلوماسي والعسكري لنسج إسرائيل بقوة في الكتلة المناهضة للسوفييت، وقد جاء هذا المبرر الاستراتيجي مع سقوط جدار برلين. 

ومن ناحية أخرى، لم يتغير النهج الأميركي في التعامل مع الشرق الأوسط كثيرًا بعد الحرب الباردة، حيث أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل متزايد في إدارة النزاعات والمشاكل داخل الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، وظل الاستقرار في الشرق الأوسط يشكل مصلحة أميركية رئيسية، لعدد من الأسباب، أبرزها سوق النفط العالمية، وتولت الولايات المتحدة دور الأب المسؤول للاستقرار الإقليمي، وهذا يعني أن الولايات المتحدة رأت أنه من المفيد من الناحية الاستراتيجية دعم دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل خصوصا لإقامة قواعد عسكرية أميركية للدفاع عن أي خطر يهدد الولايات المتحدة مثل إيران أو العراق كما حدث سنة 2003.

إذن، هل حماس "حركة المقاومة الإسلامية" ستتحرر فلسطين من الاحتلال من خلال عملية طوفان الأقصى؟