ليسَ الغبيّ بسيّدِ قوْمِه .. ولكن سيّد قومه المُتغابي
متى يتظاهر الاذكياء بالغباء؟
ذكرتني بقصة بطلها "نحّات"، لا أذكر اسمه أو مصدر القصة، ربما من كتاب الأمير لميكافيلي أو كتاب 48 قانون للقوة لروبرت جرين.
كلما أتذكر القصة أقول في نفسي على النحات "يابن اللعيبة" بلهجتنا المصرية هههههه.
الفكرة أن النحات كان يطلب رضا أميره في كل أفعاله كي يصل لأعلى المراتب، في يوم من الأيام طلب الأمير منه بناء تمثال لنفسه (أي للأمير)، وبعد انتهاء النحات من بناء التمثال عرضه على الأمير طالبًا رأيه، فوقف الأمير تحت التمثال مباشرة ونظر لأعلى وقال: لماذا الأنف كبير؟؟؟
هنا كان أمام النحات أحد الأمرين:
البديهي: إما أن يقول للأمير: عذرًا ابتعد قليلًا عن التمثال لكي ترى الأنف بحجمه المناسب، وبالتالي يوضح غباء الأمير.
التغابي (وهو ما قام به فعلًا): قال أوه حسنًا سأقوم بتعديله، أخذ بعض التراب من الأرض وقال للأمير: هل لك بالابتعاد قليلًا لكي لا يسقط عليك أثر النحت أثناء العمل؟ فابتعد الأمير ثم صعد النحات وبدأ بالطرق على الأنف وأسقط بالطبع التراب الذي في يده موهمًا الأمير بالنحت وهو لم يفعل شيء.
نزل وقال للأمير: ما رأيك الآن؟
فقال الأمير فرحًا: أحسنت صنعًا :)
فقام الأمير بترقيته أظن .. لا أذكر إن كان للقصة بقية، لكن أتمنى وصول الفكرة العامة من القصة.
يقول الإمام أحمد رحمه الله:" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل "
قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [ مدارج السالكين ج2ص344 ] .
التعليقات