لا شك بأن كل شخص يعرف قريباً صديقاً أو حتى شريكاً تفصل بينهم مساحات شاسعةـ و بالرغم من هذا التقدم الهائل الثوري بوسائل الأتصال المتوفرة على مدار اليوم بأسعار زهيدة، إلا أنني لا زلت أجد العلاقات عن بعد تصاب بالفتور مهما حاولت أن تبقيها تجري بسلاسة.

هل ينتج هذا عن كوني لست اجتماعية أصلا مع من هم بجانبي، أو أنه كما يقول المثل " البعيد عن العين بعيد عن القلب"؟

بالرغم من أنني لا أوافق هذا المثل، فقلة المقدرة على التواصل لا تعني قلة الأهتمام برأيي على الأطلاق.

الشيء الذي يجعل الأمر صعباً أحيانا هو فرق التوقيت، أو الأنشغال بأمور الحياة اليومية، بحيث يكون الطرف الآخر قد كون دائرة اجتماعية جديدة و حياة أخرى مستقلة قد لا تعني كثيراً للطرف المقابل. فتصبح الاحتفالات و النزهات و الانكسارات تحمل معاني أقل للطرفين مما لو كانا مجمعين في رقعة جغرافية قريبة.


نهاية الأمر، لدي صديقتان فقط أحداهما بالغربة، لا أنفك أفكر بصديقتي بالغربة و أتمنى لو تسكن بجانبي و نعود كالتوأم الذي لا ينفصل لانني من أسوأ الأشخاص بالتواصل عن بعد.