أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد قمت بكتابة هذه المقالة على أمل أن تكون مفيدةً للبعض، فنظراً إلى أننا ننتمي إلى فئات عمريةٍ، اجتماعيةٍ وثقافيةٍ عديدة لا يمكنني توقع ما قد يكون مفيداً للجميع؛ فما قد يكون مفيداً للبعض قد لا يكون كذلك للبعض الآخر، لذلك أمل أن تشكل هذه النصائح الخطوة
الأولى في تعلم مهارة القراءة السريعة لمن هم بحاجتها، وباسم الله أبدأ:
تُعد القراءة فناً ومهارةً هامة، نظراً لكمية المعلومات المكتوبة الهائلة التي نحظى بها بشكلٍ يومي، من الجرائد إلى الرسائل والبريد الإلكتروني؛ وغالباً ما ننظر إلى هذه الموهبة على أنها واحدة من المسلَّمات التي لا نقاش بها، خصوصاً أن معظمنا يكتسب ويتقن هذه المهارة بحدود الحادية عشر من العمر.
وبالرغم من أهميتها إلا أننا لا نسعى لتطوير هذه المهارة على عكس بقية المهارات التي نمتلكها؛ ولكن ماذا يعني تطوير مهارة القراءة؟ إليكم المختصر المفيد:
تطوير مهارة القراءة يعني زيادة سرعة القراءة مع (الحفاظ على/زيادة كمية) استيعاب المادة المقروءة.
وأفضل مكان للبدء هو التخلص من العادات السيئة ثم اكتساب عادات جديدة.
التخلص من العادات السيئة
قراءة النص بشكلٍ مرتب
بالرغم من أن عكس كلمة مرتب هو فوضوي، إلا أنني لا أطلب منكم قراءة النص بشكلٍ فوضوي؛ وإنما اطلب منكم اتخاذ منهجية أخرى في القراءة، فبدلاً من أن تبدأ بأول كلمة في النص وتنتقل من اليمين إلى اليسار وصولاً إلى نهاية السطر ومن ثم السطر الجديد (مرتب)، انصحكم باتباع المنهجية التالية:
ابدأ بقراءة العناوين، ومن ثم العناوين الفرعية وركز على الفقرات الهامة والكلمات المكتوبة بالغامق؛ فمن الأفضل دوماً أن تقوم بقراءة فقرة هامة عدة مرات على ان تقرأ عدة فقرات غير هامة مرة واحدة فقط، ويمكنك تجربة هذه النصيحة على ما تبقى من النص؛ قم بقراءة عنوان الفقرة، ومن ثم ركز على الكلمات الغامقة، وفي حال لم يتضح لك المفهوم من العناوين قم بالتركيز على محتوى الفقرات.
المشكلة قراءة الجمل كلمة بكلمة
هذه هي الطريقة التي نتعلم بها عندما نكون أطفالاً، ولكنها غالباً ما تؤدي إلى الحد من استيعاب الجملة بأكملها وبالتالي نقصان فهم السياق.
الحل قم بقراءة الكلمات على شكل مجموعات
يفضل عند القراءة أن تقوم بالتعامل مع الكلمات بشكل مجموعات مترابطة، حيث يمكنك جمع وتوقع التعابير من خلال السياق.
المشكلة حركات العينين غير المجدية
غالباً ما يميل الأشخاص في بداية تعلمهم للقراءة إلى التركيز على كُل كلمة ضمن النص، وبما أن مجال العين يصل إلى 4 سنتمتر (1.5 إنش) فإن العين في كل حركة ستقوم باستيعاب من أربع إلى خمسة كلمات وسطياً.
الحل ارخي عضلات وجهك
كي تزيد من مساحة النص الذي يمكنك قراءته عليك أن تقوم بإرخاء عضلات وجهك؛ هذا سيساعدك في مشاهدة الكلمات كمجموعات، بالإضافة إلى أنه سيساعدك في الاعتماد على نظرك المحيطي (Peripheral Vision) عند الوصول إلى نهاية السطر سامحاً لك بمعرفة الكلمات الموجودة في نهاية السطر والانتقال بعينيك إلى بداية السطر الجديد.
المشكلة ضعف التركيز
عندما تقوم بالقراءة في وسط مليء بالعديد من العوامل التي يمكن أن تقوم بتشتيت انتباهك، كمشاهدتك للتلفاز أو جلوسك مع عائلتك وحديثك معهم، فإن انتباهك سيكون موزعاً على العديد من الأمور وبالطبع قدرتك على انهاء واستيعاب ما تقرأ لن تكون كما لو وضعت كامل انتباهك على ما تقرأ.
الحل توقف عن القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت وركز على واحدة فقط
اكتساب عادات جيدة
أولا وأهم نصيح هي التدرب، التدرب والتدرب
قم باستخدام علامة في تتبع ما تقرأ
غالباً ما تكون حركة العينين حركة عشوائية، ويصعب السيطرة عليها؛ ولكن وجود شيء تركز عليه اثناء القراء يساعد في زيادة التركيز والاستيعاب
أبدء بمواضيع شيقة وبسيطة، ولا تبدء بمواضيع صعبة ومملة.
حدد المواضيع التي يمكن قراءتها بسرعة
بعض الكتب والمستندات وحتى الرسائل يمكن قراءتها بسرعة للحصول على الأفكار الرئيسية منها؛ ولكن البعض الأخر لا يحتمل القراءة السريعة، فالمستندات القانونية والرسائل الرسمية لا يمكن قراءتها بسرعة نظراً لما تخاطر به في حال اخطأت.
هذه هي كل النصائح، اتمنى أن تكون مفيدة وعليكم تذكر أن هذه المهارة لا تأتي بسهولة وأنما تأتي بعد الكثير من العمل والتدرب.
التعليقات