السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

-

أوحى تعالى في الذكر الحكيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } .

-

وبذلك، كان علينا تنبأ مما ينشر ، فللأسف أصبح الإعلام المرئي والمثقفيين ، يلهثون وراء الجمهور ، وليس وراء الحقيقة والمعلومات الدقيقة .

كثيراً ما نسمع عن مغالطات ومعلومات خاطئة، لكن أن تصدر معلومات خاطئة بشكل فادح من شخص يدعي الثقافة والهوس بمجال ما بما صرح بعلمه! تلك مأساة فعلية!

-

ومما نشر في بداية هذه السنة، من أحد اليوتيوبيين المشهورين وذو باع - كما يقول - في مجال الحماية والشبكات والتقنية وما إلى ذلك، خبراً مفاده :

قد تخلق لي هذه الحلقة بعض المشاكل مع شركات الإتصال ، مادام ان الإعلام العمومي لم يتجرأ ولو لمرة من اجل تسليط الضوء على هذه الكارثة الإنسانية بكل المقاييس ، فعدد من الناس حول العالم تتوفى جراء ابراج الإتصال التابعة لشركات الإتصال ، امراض جسدية كثيرة تسببها . سرطان في الدم ، تدمير جينات الإنسان ، امراض جنسية ، دمار المخ .... وغيرها من الامراض والاسرار التي لاتعرفها حتما عن هذه الابرامج .

-

فقمنا بتحقق مما نشر :

-

أولاً : سبب البحث

  1. توفي عدد من الناس حول العالم بسبب الأبراج .

  2. تسبب الأبراج بأمراض متعددة مثل : السرطان في الدم ، تدمير جينات الإنسان ، تسبب بأمراض جنسية ، تدمر خلايا المخ ، تسبب بالزهايمر وهشاشات العظام - كما ورد في الفيديو - .

  3. المصادر التي أتت منها المعلومات :

    1. تدوينة من مدونة المتحرف :
  1. الفيديو على حساب المحترف على اليوتيوب :

-

ثانياً : مصادر البحث السابق

  1. نشرات طبية وتقارير على الويب .

  2. أبحاث لدكاترة ومتخصصين .

-

ثالثاً : البحث والنقد

أولاً : ملخص الجواب

  1. الأبراج تابعة لمراقبة الحكومات في كل أنحاء العالم وهي تخضع لمعايير محددة لكمية الإشعاع والتي تكون بالحد الأدنى لها .

  2. أغلب الأبحاث لم تأكد وجود ضرر ، وإن كان سيكون على المدى الطويل ولا يسبب كل الأمراض سابق ذكرها! وأغلب التجارب كانت لا تحصل على نفس تجارب التي تقول بوجود ضرر .

  3. قمت بطرح سؤال بسيط على الأخوة في صفحة الباحثون السوريون Syrian researchers على موقع تواصل الإجتماعي فيس بوك، وكان الرد :

صديقي الكلام مو دقيق أبداً... صحيح هيي بترسل إشعاعات بس هيي بالحد الأدنى بحيث ما تأثر على صحة الإنسان... وفي مقاييس محددة للإشعاعات المسموحة وبتكون مراقبة من قبل وزارة الصحة والاتصالات بحيث ما تتجاوز هاد الحد .

-

ثانياً : الدلائل

توضيح : أبراج الاتصال والهواتف والشبكات اللاسلكية؛ الدلائل

  1. تستخدم الهواتف المحمولة نوع من الإشعاعات وهي الإشعاعات الكهرومغناطيسية وذلك في نطاق الموجات الصغيرة أو ما يسمى الميكرويف ، وكذلك فكلاً من الأنطمة اللاسلكية كـ " شبكات البيانات والاتصالات - الأبراج - " تقوم بإنتاج وإستخدام أشعة مماثلة .

  2. الدلائل تحمل أيضاً دلائل على إمكانية - ضعيفة - حصول مرض ، إي تم جلب الجهتين، مع تأكيد أن أغلب الدراسات تأكد عدم وجود ضرر وخطر يهدد البشرية .

-

الدليل الأول : بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية بعنوان محطات الهواتف الخلوية وتقنيات الاتصال اللاسلكي مفرزاً تحت المجالات الكهرومغناطيسية والصحة العامة

نشرة منظمة الصحة العالمية في شهر أيار/مايو من عام 2006 بياناً مفاده :

الخلاصة

آخذين بعين الاعتبار مستويات التعرض المنخفضة جدا ونتائج الأبحاث العلمية حتى هذا التاريخ، فانه لا يوجد دليل علمي على أن الشارات الضعيفة التي يتعرض لها الناس من محطات الهواتف الخلوية وكذلك من شبكات الاتصالات اللاسلكية الأخرى تسبب آثار صحية ضارة . [1]

-

[1] :

http://www.who.int/mediacen...

-

الدليل الثاني : دراسة دنماركية حول العلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة والإصابة بالسرطان

  1. في عام 2006، نشر لمجموعة دنماركية دراسة حول العلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة والإصابة بالسرطان، والتي تم فيها متابعة أكثر من 420,000 مواطن دنماركي لمدة 20 سنة، ولم تظهر فيها أي زيادة في نسبة الإصابة بالسرطان. [1]

  2. ويعتبر المكتب الاتحادي الألماني للحماية من الإشعاع نتائج هذه الدراسة بأنها غير حاسمة. [2]

[1] :

،

http://www.ncbi.nlm.nih.gov...

[2] :

http://www.bfs.de/en/elektr...

-

الدليل الثالث : دراسة متعددة الجنسيات - تحت راية دول عديدة - وهي مشروع 13nation interphone

هذه الدراسة والتي تعد أكبر دراسة من نوعها، أكدت وبشكل شبه قطعي عدم وجود رابط بين الإشعاعات التي تصدر من الهواتف - وهي نفس الإشعاعات التي تصدر من الأبراج - والإصابة بأي نوع من أورام الدماغ مثل " الدبقية والسحائية "[1]، وقد نشرت المجلة الدولية لعلم الأوبئة تحليلاً من البيانات المجمعة من دراسة الحالات والشواهد ونص على :

بشكل عام، لم يتم ملاحظة أي زيادة في خطر التعرض للأورام الدبقية والسحائية مع استخدام الهواتف المحمولة، مع أنه كانت هناك اقتراحات على زيادة خطر الإصابة بالورم الدبقي في أقصى حالات التعرض، لكن التحيز والخطأ يمنع التفسير السببي، وأن الآثار المحتملة لاستخدام الهواتف الكثيف على المدى الطويل يتطلب مزيدا من الدراسة . [2]

وأيضاً في تعليق لمدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان على مشروع 13nation interphone ، قال السيد كريستوفر وايلد :

لم يتم تأكيد وجود خطورة من الإصابة بسرطان الدماغ من دراسة انترفون، ومع ذلك فإن الملاحظات التي أخذت عند أعلى مستوى من الوقت التراكمي للمكالمات، وتغيير أنماط استخدام الهاتف المحمول منذ فترة دراستها من قبل انترفون وخاصة لدى الشباب، يستحق المزيد من التحقيقات والبحث حول موضوع علاقة الهاتف بالإصابة بسرطان الدماغ . [3]

وأصدر المركز الأسترالي لبحوث التأثيرات البيولوجية للترددات الراديوية بياناً ، ونص على :

حتى الآن كانت هناك مخاوف من أن الهواتف النقالة تسبب زيادة في خطر الإصابة بأورام المخ، دراسة انترفون كانت قادرة بما فيه الكفاية للتصدي لهذه المخاوف. وهي لم تقدم أي دليل علمي مقنع يدل على وجود رابطة متينة بين استخدام الهواتف وتطور الأورام الدبقية والسحائية. مع أن الدراسة توضح بعض الأدلة الضعيفة على وجود رابطة وفقا لأعلى عشر وقت المكالمة التراكمي (ولكن فقد في أولئك الذين بدأ استخدام الهواتف المحمولة لديهم مؤخرا)، وقال الباحثون أن التحيزات والأخطاء تحد من قوة أي استنتاجات من هذه المجموعة، ويبدو واضحا الآن أنه إذا كان هناك أي تأثير للهواتف المحمولة على زيادة مخاطر أورام الدماغ في البالغين فهو من المرجح أنها صغيرة جدا ليتم كشفها حتى من قبل دراسة كبيرة متعددة الجنسيات مثل دراسة انترفون . [4]

هناك تعليقات عديدة أيدت الدراسة، وبحوث أخرى أكدت من ذلك، أي أنه لا وجود لأي دليل على تسببها بالأورام ، أو قدرتها على الإضرار بخلايا الحمض النووي أو تسبب بالطفرات الوراثية التي تتطور إلى سرطان حسب بيان مجلس السرطان الأسترالي .

[1] : Parker-Pope, Tara (2011-06-06). "Piercing the Fog Around Cellphones and Cancer". The New York Times .

[1] : الرابط :

[2] :

http://www.ncbi.nlm.nih.gov...

[3] : "Interphone study reports on mobile phone use and brain cancer risk" (Press release). International Agency for Research on Cancer. 17 May 2010. Retrieved June 6, 2011.

[3] : الرابط :

http://www.iarc.fr/en/media...

[4] :

http://www.acrbr.org.au/FAQ...

-

الدليل الرابع : دراسة سويدية عام 2005

والتي خلصت إلى إن النتائج والبيانات لا تدعم نظرية وجود علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة وزيادة خطر الاصابة بالأورام الدبقية والسحائية . [1]

[1] :

http://www.ncbi.nlm.nih.gov...

-

الدليل الخامس : دراسة بريطانية عام 2005

وثد أشارت الدراسة البريطانية إلى أنه لا يوجد خطر كبير من التعرض للإصابة بأورام في العصب السمعي بعد العقد الأول من استخدام الهاتف المحمول، إلا أنه لا يمكن استبعاد ذلك الاحتمال عند الاستعمال طويل المدى . [1]

[1] :

http://www.ncbi.nlm.nih.gov...

-

أغلب الأبحاث ركزت حول السرطان وضرر الأشعاعات على الإنسان وتسببها بالأورام ، للأسف الأبحاث المتعلقة بالإشعاعات وأمراض أخرى أم فردية ، أو غير مؤكد فللأسف لم دراسات كبيرة أو دولية متعلقة بتسبب الإشعاعات " بالزهايمر، تأثير على خلايا المخ بشكل هائل ، تسبب بأمراض جنسية أو كما صرح بأنها تسبب هشاشة العظام " .

-

أبراج الاتصال والهوائيات وتأثيرها :

ملاحظة : إن محطات توليد الإشارة تعمل بأقل من 100 واط، فإن الإشعاع على مستوى سطح الأرض يكون أضعف بكثير من إشعاع الهاتف الخليوي نظرا لعلاقة القوة المناسبة لذلك التصميم للهوائي ، أي أن الأبراج أقل تأثيراً من الهواتف .

في استشارة لبعض الخبراء من قبل فرنسا، تم الاعتبار إلزاميا بوجوب عدم توجيه المحور الرئيسي للهوائي إلى منطقة سكانية على مسافة أقصر من 100 متر [1]. وفي عام 2003 تم تعديل هذه التوصية إلى القول بأن الهوائيات ينبغي أن تكون في دائرة نصف قطرها 100 متر بعيدا عن المدارس الابتدائية أو مرافق رعاية الأطفال [2]، ولم يتم إدراج هذه التوصية في تقرير الخبراء عام 2005 [3]. وقد أوضحت الوكالة الفرنسية البيئية أنه حاليا لا يوجد أي تأثير للمجالات الكهرومغناطيسية على المدى القصير على الصحة، إلا أن السؤال يبقى مفتوحا بالنسبة للتأثيرات على المدى الطويل، ولكن يصبح من السهل الحد من التعرض عن طريق التحسينات والتطور التكنولوجي . [4]

[1] - [2] - [3] - [4] :

https://www.anses.fr/fr/con...

-

خلاصة ما سبق :

لا يوجد خطر وتهديد من الأبراج فهي أقل خطراً من إستخدام الهواتف، هذا لا ينفي تسبب الإشعاعات بمرض أو شيء ما ، فهذا الإحتمال وراد ، لكنها لم تثبت بحصول السالف ذكرها وفقط هناكإحتمالات، أو تسبب بأي ضرر خطير ويهدد البشرية، فيما عدا ذلك يمكن للأمر أن يكون له ضرر ولكن على المدى البعيد .

-

رابعاً : النتيجة

ما ورد في التدوينة هو محض هراء وكلام مبالغ به جداً، وليس دقيق أبداً، وبذلك فإن ما ورد عارٍ من الصحة، ومجرد كلام لا دليل له ولا ثبوت، وبذلك فالجمهور الذي ينحصر بين 50 لـ 100 ألف شخص تلقى المعلومة، قد يكون في الغالب كما ورد في الردود صدق ما ورد، وللأسف فهذا الجمهور المتلقي دون الجمهور الذي تلقى الخبر من المتلقي نفسه .

-

خامساً : مواضيع مشابهة، وكلام على الهامش

قد سبق ونشر مواضيع مشابه كموضوع بعنوان : " جوجل تستثمر في SpaceX لتوفير الإنترنيت للجميع " مع أن الخبر صنف كـ شائعة [تعريف]، وضمن الخبر نصاً غريباً ألا وهو :

لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بتزويد العالم بالإنترنيت، حيث أطلق رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك مشروعه SpaceX الخاص بتوفير الإنترنيت للعالم عبر مئات الأقمار الصناعية الصغيرة و التي تحلق على 1200 كيلومتر فوق الأرض، و يبدو أن جوجل أعجبت بهذا المشروع و قررت الاستثمار فيه . [1]

ولكن SpaceX ليس مشروعاً بل مؤسسة، أسسها إيلون ماسك وعملها :

سبيس إكس (بالإنجليزية: Space X) هي مؤسسة أمريكية لتكنولوجيا الفضاء. الشركة أهلية وتختص بصناعات في مجال غزو الفضاء. وقد بدأت تلك الشركة وتحملت عدة خسائر فيما تقوم به من أعمال، إلا أنها استطاعت خلال سنوات قليلة لأن تصبح أهم الجهات العاملة في مجال النقل الفضائي، فيما يسمى برنامج COTS-Programms ، والذي يعمل على تموين محطة الفضاء الدولية بعد انتهاء برنامج مكوك الفضاء الذي كانت تقوم به ناسا. بجانب ذلك تقوم الشركة بتوصيل حمولات إلى الفضاء مثل الأقمار الصناعية المختلفة في الإطار التجاري.

أما مشروع الأنترنت عبر الأقمار الصناعية، فهو مشروع أطلق حديثاً عبره، وله مكتب ضمن مكاتب الشركة لا أكثر، وهذه المغالطات التي تصدر تترك أثراً خاطئاً جداً، عدا عن أن المشروع مخصص لتوفير الأنترنت للأرض والمريخ معاً والمساعدة على نقل المعلومات من الفضاء للأرض .

ويستمر الأمر في إستخدام مصطلحات غير صحيحة، بل صياغة الخبر بأسلوب يظهر حدوث الأمر، بدلاً من صياغته على أنه مجرد شائعة ولم تثبت، فقد طرح من وقت قريب تدوينة بعنوان "جوجل تتحول إلى شركة اتصالات !" [2] ولكن الصحيح أن هناك أخبار تقول بأنها " قد تدخل المجال " وأنها " تعمل " ولا يوجد خبر مؤكد من قوقل بذلك! بل التقرير لم يصرح بتحولها!

هذا الأمر فقط، دون الأمور التي تروج وتدعم أمور غير صحيحة، وتقلل من قدر شيء بل وتتكلم بأسلوب يتبنى تقليل من شيء بأسلوب غير مباشر .

[تعريف] : الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها . دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار . وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كبيراً من المعلومات التي نتعامل معها . في احصائية أن 70% من تفاصيل المعلومة يسقط في حال تنقلنا من شخص إلى شخص حتى وصلنا الخامس أو السادس من مُتاواتري المعلومة !

[1] :

[2] :

-

سادساً : الخاتمة

كل ما وددنا به إيصال رسالة، بالتوقف عن تنزيه وتقديس الأشخاص وتسليم لما يقولوه دون بحث، بل توقف عن إعتبار معيدين نشر الأخبار مختصيين، وكان الموضوع كتحري بعد الموجة القوية بالتهجم على المنتقدين للأخ راغب أمين ومدونته، وأود في الخاتمة تمني لكل المتابعيين للإعلاميين العرب المتابعة وتدقيق لهم، فليس ذلك إنقاصاً منهم، بل حفاظاً على عدم نشر المغالطات والشائعات على أنها حقائق والتصديق لأمور غير صحيحة .

وشكراً