💡 

الكلمة التي تنطق و تكتب تتحول إلى صور ثم تصورات ثم مشاهد تحتفظ بها الذاكرة ثم سيناريوهات تخترعها المخيلة ثم رؤى و أماني و آمال و أحلام و رغبات و أفكار و عالم يختلف عن طبيعة العالم الذي يعيش فيه المتأثر بالكلمة أو تعيش فيه المتأثرة بالكلمة لكن هل هذا التأثير يشكل خطر على الإنسان العاقل!؟

الكلمة تشكل علاقة بين الذاكرة و المخيلة و بهذه العلاقة تتحكمان بالنفس و الجسم فتتحول التصورات الذهنية مع مرور الوقت لعادات يومية و سلوكيات لحظية تؤثر في طبيعة العاقل شعوريا و فكريا و غريزيا و سلوكيا فالفكرة تولد أفكار و الشعور يولد مشاعر و النية تولد نوايا و الصورة تولد صور و ارتباط الحقيقي بغير الحقيقي يصنع عالم حقيقي و غير حقيقي في نفس الوقت! كيف يحدث ذلك!؟

التعلق بما يكمن في الكلمة يعمي البصيرة فيخرج المتأثر بالكلمة منها أعماقا و آفاقا و أبعادا لم ينوي المتكلم التحدث عنها و هذه العلاقة بين الحقيقي و غير الحقيقي تصنع الأوهام و الظنون و الشكوك و الاعتقادات و المخاوف و تولد من النفس القلق و التوتر و الحيرة و الارتباك و تجبر الذات على التعلق بصاحب الكلمة و التمسك به و عدم الانفكاك عنه فينتج من هذا الارتباط الحب الوهمي لكن كيف تكونت هذه العلاقة!؟

تشاهد العين كلمة محببة للنفس ثم تغوص مدارك القارئ أو السامع في أبعاد هذه الكلمة فتتعلق نوايا قلب المتأثر بأبعاد الكلمة مثل التعلق بكلمات الحب ثم بمتطلبات الحب كالوفاء و الاهتمام و المراقبة و المتابعة و الإصغاء و الإحساس و الشعور فيتطور الحال من التعلق بما ينبعث من النفس إلى التعلق بما يضر النفس كالتعلق بأوهام المستقبل و آمال الحاضر و أماني الواقع و أحلام النفس و مخاوف اللحظة و أفكار العقل و تصوراته فيتبدل السلوك و الطبع بهذه العادات و ينتج من ذلك تغير في الطباع و الصفات و المواصفات و العادات و السلوكيات و التصورات و التفكير فهذا النوع من التعلق يكون القلق و التوتر و الارتباك و الإرهاق و الانغماس و الاعتياد و الإدمان و السرحان و الشرود و الاستنزاف و كراهية الواقع و أفظع مافيه هو التعلق الآلي! ما التعلق الآلي!؟

التعلق الآلي هو التعلق بالكمبيوتر و الجوال و البرنامج و الشخصية التي تأثر بكلماتها العاقل أو الكاتب التي تأثرت العاقلة بكلماته هذا التعلق المركب و المزدوج يضر الصحة العقلية و النفسية و البدنية و يسرق الوقت و يضيعه بلا قيمة و يجعل المتأثر يدمن عليه و لا يستغني عنه و يكتفي به فينقطع عن العالم من أجله و لهذا التعلق أعراض كضعف الذاكرة و فقد الانتماء للعائلة و المجتمع و الخوف من المستقبل و تمكن الشكوك و الظنون و الوساوس من المتعلق بالآلة و من فيها فوق الحد الطبيعي لكن ما المصيبة!؟

جميع اللحظات و الذكريات و الكلمات تتبخر في لحظة واقعية صادمة مثل اختفاء من تعلق به المتأثر أو من تعلقت به المتأثرة هنا ستتولد من النفس علل نفسية كالكآبة و الهلع و الحالات النفسية المسيطرة على المدارك العقلية! ما المشكلة!؟

التعلق بما يتلاشى و يتبخر و يندثر و ينتهي هو التعلق بأبعاد ما كتب و ما قيل فأخطر ما ينتج من ذلك الاعتقاد الوهمي الذي يسرق من المتأثر فكره و وقته و صحته و عمره و شعوره و خياله و تصوره و إحساسه و عالمه الواقعي و يستبدله بعالم غير حقيقي وهمي مرتبط بالآلات و الأجهزة و البرامج و التقنيات! ما الحل!؟

التمسك بالمضمون و التقيد بمبدأ و عدم إهمال الواقعية و الامتناع عن التعلق بمجهول و عدم ترك النفس للفراغ والدخول في المواقع بغاية و خطة و هدف ينفع النفس و العقل و لا يضر القلب و البدن.

الكلمات 

لا

تبني

الواقع 

هي

وهم بلا أعمال و أفعال و السعي نحو تحقيق الأحلام في الواقع يرتكز على ضمانات واقعية.