💡 

كل قدرة خارقة للطبيعة البشرية هي غير خارقة للطبيعة البشرية إن نظرنا إليها من زاوية مختلفة و هذه النظرة العبقرية تحرر أدمغتنا من المبالغات و الخوارق و الأساطير لكن كيف ننظر للأشياء من الزاوية الكاشفة للحقائق!؟

تعدد الذكاءات قد يدهش من يتمتع بذكاء واحد لكن ما قيمة الذكاءات إن لم يحقق الذكاء الواحد ما يغير من نظرتنا للحياة و تعدد التخصصات يدهش من لم يتخصص و من تخصص بتخصص واحد لكن كثرة التخصصات لا قيمة لها إن لم يحدث المتخصص في تخصصه ما يطور من تخصصه و ما يحيط بتخصصه و تعدد اللغات يبهر من لم يتقن لغة واحدة من اللغات لكن ما الذي ستقدمه اللغة لصاحبها إن لم تربط بما يغير من عقول أهل اللغات المختلفة فاللغة وسيلة ما يرفع منها مضمونها العلمي و المعرفي فما ينبغي علينا أن نفخر به هو العمق و الوسع ليس الكميات و الأعداد فالعلم هو عمق العقل و التعدد يفقد أهميته إن لم يصنع صاحبه فيما امتلكه عمقا و وسعا لا ينبغي لغيره.

حفظ التواريخ القديمة و الجديدة و حفظ الكتب و حفظ الأرقام و حفظ المسائل الحسابية يجعل الدماغ ذاكرة و الذاكرة جزء من الدماغ و التحلي بجزء من الدماغ يجعل الكائن المتنوع آلة و جهاز كالكمبيوتر و الجوال و التلفاز و الراديو و ما يشبه الآلة عاجز عن إحداث الجديد كالاختلاق و التأليف و الإبداع و الإضافة فالذاكرة المدهشة تفقد قيمتها إن كان صاحبها محدود المخيلة.

إتقان الشيء مبكرا كالرسم و الكتابة و العزف يجعلنا ننظر للأطفال الذين أتقنوا ذلك على أنهم معجزات لكن التدقيق فيما لم نلاحظه عليهم سيغير من نظرتنا عنهم فإتقان الشيء مبكرا غير معجز لأن الطفل لم يضيف لما أتقنه ما يغير من طبيعة ما أتقنه للأجدد و الأجود و الأدق و الأفضل و الأميز بسبب الافتقار للابتكار.

قد تصادف من يتمتع بقدرة بصرية تشبه دقة الكاميرا و قد تلتقي بمن تمتلك قدرة سمعية تكسب للأصوات أشكالا و ألوانا و قد تجالس من يتمتع بذاكرة قوية تحفظ ما تشاهده و تسمعه و لا تغفل عن أدق التفاصيل لكن ما قيمة هذه القدرات بلا قدرة على تفسيرها و ما النفع منها إن ارتبطت بالعجز عن استثمارها بما يخدم العلم فكل القدرات تفقد ميزتها إن عزلنا عنها قدرة الإتيان بجديد.

🔦 

كيف نستطيع إثبات أن القدرات الخارقة للطبيعة قدرات غير خارقة للطبيعة!؟

من لاحظت قدرته في مجال ستكتشف عجزه في مجال آخر و من أبهرك بمهارة لن تشاهد مهارته في غيرها و الذي يتمتع بذاكرة خارقة للطبيعة مخيلته تعاني من أزمات تصل لحد الاضطراب و من تجيد رسم ما يشبه أدق ما أبدعته الكاميرات تعجز عن كتابة ما يحير عمالقة الأدب و من يحفظ المسائل الحسابية و يتفاعل معها كأنه آلة حاسبة هو من لا يتفاعل مع أي معضلة رياضية بحاجة لعقل عبقري لحلها بعد فهمها و من يلاحظ أدق الأشياء ببصره هو من لم يكتشف من بين الظواهر الطبيعية ظواهر بحاجة للاكتشاف فما الذي لاحظناه!؟

القدرة المتضخمة في جانب من جوانب الدماغ أضعفت جوانب الدماغ الأخرى فإن افترضنا أن إنسان يتمتع بقدرة بصرية هو في نفس الوقت لا يتمتع بقدرة سمعية و العكس صحيح فما الحل!؟

الإتزان الفكري يتحقق بالتوازن الطبيعي بلا طغيان فالاهتمام بنوع واحد من الذكاء و إهمال النوعيات الأخرى يضخم نوع من الذكاء بطريقة تدمر بقية الذكاءات فما يجعل الإنسان عبقريا هو العمق في مجال حتى يتميز فيه ثم يربط ما تميز به بما يحيط به ليكتسب عن طريقه ثقافات متنوعة و ذكاءات مختلفة تخدم عمقه العقلي و غزارته العلمية و لغته الدقيقة.

الفنان الخارق في مجال هو عادي في مجال آخر فالمبالغة جعلت من بيننا فئات خارقة للطبيعة البشرية لأنها ضخمت بعض القدرات و أهملت الكثير من القدرات فما أهمية القدرة البصرية و القدرة السمعية و القدرة الذهنية و القدرة على التذكر و القدرة على التخيل بلا قدرة على حل معضلة و بلا قدرة على تكوين معادلة و بلا قدرة على اكتشاف علم و بلا قدرة على اختراع نظام معرفي و بلا قدرة على تأسيس مجال علمي و بلا قدرة على إحداث ماهو غير موجود في المجال الذي يبدع فيه من توهم بأنه خارق للطبيعة البشرية و عدم القدرة على الإتيان بعلم جديد و فن جديد هو عدم القدرة على إبداع عمل أصيل لا شبيه له.

🖊️

ما المشكلة!؟ 

عدم الاستفادة من القدرات لتوسعة المجالات و تطوير التخصصات و تنمية الذكاءات لا يغير من واقعنا للأفضل و لا يطور من حياتنا للأجمل فكل ماهو بعيد عن الابداع و الابتكار و الاختراع و الاكتشاف يضعف القدرات مع مرور الزمن و لا يدعم الجديد إطلاقا لكن هذه الحقيقة ماذا تكشف لنا!؟

القدرات تضخمت بسبب إهمال غيرها و الطغيان بها جعلها تمتص ما يحيط بها و التركيز عليها أضعف غيرها و التعمق فيها دمر ما يكملها و يجملها و يطورها و يفرعها و ينوعها فجعلت من يتمتع بها أقرب للمرضى من الأسوياء.

توزيع

المهام

على

القدرات 

لتوليد

ذكاءات تخدم ما نهتم به و نركز عليه و نتعمق فيه لنأتي بالجديد الذي به نطور و نغير و نحسن و نجدد و ننقي و نصفي ما يحيط بنا و هذا يربط بحل المعضلات و تطوير الرياضيات و توسعة المجالات و دمج التخصصات و دحض الخرافات و تفسير الظواهر و تكوين معادلات و اكتشاف قوانين جديدة لإنارة الحياة و الكون و الوجود.