السكن مع الأهل بعد الزواج: برّ وصلة، أم بداية للمشاكل؟

الأهل غالباً ما يكونوا أهل الزوج، بالنسبة لي لم يبقى منهم سوى الإخوة الصغار فقد رحل الأب والأم رحمة الله عليهم، لو كانوا هنا فولله لا أزيد في حقهم لكانوا عاملوا أي زوجة اختارها أو يختارها اخوتي أفضل مما يعاملوننا، أذكر أن لي جار تزوج كان أبي يعطيه المال، والدتي تتواصل مع العروسة تخبرها وصفات طعام وتسمع مشاكلها، بعدها أول مولود والدي من وقف على ولادته وكان يجري به هنا وهناك وكأنه جده، ما أقصد قوله إن المشاكل ستحدث سواء تزوجنا في بيت عائلة أم لا لأنها لا ترتبط بالبيت بل بالعائلة التي تحرك الزوج أو الزوجة وتؤثر عليهم، لذلك لا سبيل لعلاقة سوية إلا لو اخترنا الشريك والعائلة وليس الشريك فقط

لا شك أن للسكن مع الأهل جوانب إيجابية كما ذكرت، لكن المشكلات تنشأ عادة من الجوانب السلبية التي يصعب تجاوزها مع الوقت. أبرزها أن الزوجين لا يملكان مساحتهم الخاصة بشكل كامل، مما يولّد شعورًا بالضغط وفقدان الاستقلال. كذلك التدخل غير المقصود من الأهل في تفاصيل الحياة اليومية قد يتحول إلى مصدر احتكاك دائم، خصوصًا مع اختلاف الطباع والعادات بين الأجيال. ومع غياب حدود واضحة، يصبح من السهل أن تتحول المواقف البسيطة إلى خلافات متكررة.