قبل أيام استوقفتي فيديو لطفل في السابعة من عمره يدير تجارة أبوه في احدى أسواق اليمن بين عشرات الرجال، حرفيا الطفل يحتاج الى أن يقف على كرسي حتى يظهر من الأرض، ورغم ذلك يتاجر باحترافية كالكبار تماما، وهذا ليس وحده، هناك العديد من الأطفال يديرون أعمال تجارية وشركات خاصة حتى، في أعمار صغيرة جدا.
هذا في الحقيقة يعيدني إلى التفكير من جديد في الماضي، كيف كان الأطفال في سن 12 يُعتبرون رجال حقيقيين: يتحملون مسؤولية البيت، يشتغلون، ويحاربون، يتزوجون أحيانًا، ويواجهون قسوة الحياة بسرعة، لكن اليوم، أصبح العكس هو السائد: كثير من الناس يدخلون الأربعين ومازالوا يتصرفون كأنهم مراهقين، متنصلين من المسؤوليات، غارقين في المتعة اللحظية، ويبحثون دائما على شخص آخر لكي يحمل عنهم أعبائهم، فتجد الرجل في الثلاثين والأربعين مازال يعيش على راتب والديه،وكأن النضج أصبح من العادي جدا أن يتأخر إلى منتصف العمر.
علاش؟
هذا هو السؤال: هل هذا تأخر في النضج وعيب فينا كأجيال جديدة، أم إعادة تعريف للنضج؟ أم أن أسلافنا هم من استعجلوا النضج بسرعة في أعمار صغيرة كي يبقوا على قيد الحياة ويواجهوا صعبوباتها؟
التعليقات