بعد مشـاهدتي فيلم "Jobs" الذي يحكـي عن قصة ستيف جوبز مؤسس آبل، شعرت أنه شخص عصبي رفض الإعتراف بإبنته وتعامل مع صديقه بدون أي عاطفة، هو فقط رجل أعمال ناجح، وهو ما جعلني أقارنه بشخص مثل بيل جيتس، مبرمج ناجح منذ الصغر ومدير رائع له أعمال خيرية لا حصر لها، طرحت سؤال على موقع Quora، عن أيهما الشخص الأكثر إلهاما وعن من سيتذكره الناس بعد 50 عام من الآن؟ وكانت معظم الردود في صالح بيل جيتس، ماذا عنكم؟
ستيف جوبز أم بيل جيتس؟ أيهما أكثر إلهاما؟ ومن سيتذكره الناس بعد 50 عام من الآن؟
فى المجمل, بيل جيتس كرجل اعمال و مدير هو الاكثر نجاحا,
لسنوات طويلة كان ستيف جوبز يصيب و يخطىء, فهو مسئول جزئيا عن ادخال شركته فى دوامة الافلاس التى بدأت من حاسوب ليسا المرتفع الثمن و مبيعات ماكنتوش المتواضعة, لم يكن العالم جاهزا بعد لمثل هذا النوع من الحواسيب.
و لكنه نجح ايضا فى انتشالها من كبوتها بعد عودته مع منتجات جيدة مثل ايبود و نظام MAC OS X,
فى المقابل بيل جيتس دائما كان قادرا على استشراف المستقبل مبكرا و العمل على اساسه,
مثلا القرار بتطوير Windows NT لمنافسة يونيكس فى وقت لم يكن هناك أى تركيز على هذا النوع من الأنظمة, كان قرارا صائبا, تخيل مايكروسوفت الان ببنية نظام Windows 98!
قراره بدعم المصنعين المقلدين لأى بى ام الى حد افساد العلاقة مع اى بى ام نفسها!
الاصرار على دعم نظام ويندوز رغم تواضع مبيعاته فى البداية,
ادراكه مبكرا لأهمية الانترنت و تشديده على وجود مايكروسوفت فى هذا العالم (قبل ان يبدأ هذا الاهتمام عالميا),
عندما جمع مساعديه و لفت نظرهم الى ان لا شىء فى الانترنت ينتمى الى مايكروسوفت, و ان هذا خطير جدا
فكانت النتيجة هى ASP و انترنت اكسبلورر, و حاليا لمايكروسوفت تواجد أكثر من جيد فى عالم الانترنت.
باختصار معظم قرارات بيل جيتس كانت ذكية و صحيحة, بينما ستيف جوبز ارتكب الكثير من الاخطاء خاصة فى أوائل الثمانينات.
اعتقد انني لن اتذكر اي منهما بعد 10 سنوات .. لكني افضل بيل جيتس, فأول حاسوب استخدمته وتعلمت عليه كان من منتجات شركته.
انا شايف ان من يستحق الذكر هو دينيس ريتشي وليس جوبس و جيتس
فلولا ريتشي ما استطاع محتكري البرمجيات مثل جوبس و جيتس ان يصبحا شيئا ما في عالمنا اليوم
يفصل وفاة ريتشي عن جوبس 24 ساعة و ضجت الدنيا بموت جوبس و لم يذكر ريتشي الا من يحترمه ويقدره كعالم
هذا حال الدنيا الان في اواخر الزمان يتصدر المشهد من هم ليسوا اهلا له.
ملحوظة: دينيس ريتشي هو صاحب لغة السي البرمجية والمكتوب بها العديد من انظمة التشغيل كيونكس و لينوكس ولولاه ما كان ماك ولا لينوكس.
من الظلم المقارنة بين الإثنين !
بيل جيتس رجل أعمال
ستيف جوبز مُبتكر وفنّان
في الوقت الذي يبحث فيه بيل جيتس عن الأفكار التي تجلب المال كان جوبز يبحث عن أشياء أخرى وإن كان المال جزء منها ولكنه لم يكن أبداً المحرّك الأساسي له ..
بيل جيتس مثله مثل أي رجل أعمال آخر، والأخوان قوقل يحذون حذوه أيضاً .. نجحوا في إبتكار شيء ما في البداية ثم أصبحت تسيطر عليهم لغة المال و سؤالهم دائماً مالمشروع التالي الذي سيجلب لي مال أكثر هذه المرة ؟! .. أمّا ستيف جوبز مختلف تماماً .. مُبتكر ومجنون، شركات مثل Apple و Next والإبداعات التي أبهرتنا بها Pixar لا يستطيع ٢٠ من بيل جيتس أن يأتون بمثلها .. قارن بين منتج تجاري بحت همّه الأول والأخير كسب المال مثل windows مثلاً بكل برامجه التعيسة وعلى رأسهم internet explorer وبين Mac OS والعبقرية التي تدهشك في كل جزء من أجزاء النظام ..
مجّرد فكرة التوسّع وفكرة بناء الإمبراطوريات المالية الضخمة على حساب المنتج الفعلي يُثبت لك أن فكر بيل جيتس وقوقل الآن فكر رجال أعمال مثلهم مثل تجّار الذهب والمجوهرات والعقارات وغيرهم لا يختلفون كثيراً عنهم!
لا أعلم لماذا يذكرّني هذا السؤال بسؤال المقارنة اللامنتهية بيّن اللاعب ميسي وكريستيانو رونالدو !! جوبز الأول وبيل جيتس الثاني P:
ثم إنّه ما علينا !!
مبتكر و فنان, أنا معاك تماما ان ستيف جوبز كان له ذوق رفيع فى تصميم الواجهات و العناية بتفاصيل التصميم لمنتجات أبل, ما كان له دور فى ظهور منتجات أبل دائما بشكل جذاب.
لكنه لا يفعل ذلك من أجل الفن! و انما أيضا من أجل المال, كما كان يفعل بيل جيتس, و كما نفعل جميعا,
فقط كانت رؤية ستيف جوبز مختلفة قليلا عن بيل جيتس, فقد كانت رؤيته ك"رجل أعمال" و رؤية شركة أبل عموما أن التصميم و الجمال و خلق أسواق جديدة هم سبيل الى تميز منتجات أبل و رواج مبيعاتها, الهدف هو المال هنا و لا شىء أخر.
بينما مالت مايكروسوفت و بيل جيتس الى العملانية و المرونة و سهولة الاستخدام و العناية بالتوافقية مع مختلف العتاد و مع النسخ القديمة من أنظمتهم.
أما جزئية MAC OS و Windows, فلا أريد حقا ان ادخل فى مقارنة بينهم كأنظمة تشغيل, لكن انطباعى الشخصى بعد تجربة الاثنين, قد تكون واجهة MAC OS أنيقة و جذابة, الا ان ويندوز أفضل فى كل شىء أخر. قد يكون انترنت اكسبلورر سيئا الى حد ما لكن هل جربت سافارى؟!
دعك من سخافة القائمة الموحدة فى اعلى الشاشة (و لا تعرف ما هى تنتمى لأى برنامج), و جحيم الFinder, و محدودية الAPI نسبة الى الAPI الخاصة بويندوز.
و فى النهاية منتجات أبل من حواسيب أو هواتف لا تقدم لك أى شىء مفيد سوى التصميم الجذاب لا أكثر, مقابل سعر مبالغ فيه, بينما تقدم حواسيب ويندوز كل شىء و أكثر بسعر أقل كثيرا.
دعك من سخافة القائمة الموحدة فى اعلى الشاشة (و لا تعرف ما هى تنتمى لأى برنامج), و جحيم الFinder, و محدودية الAPI نسبة الى الAPI الخاصة بويندوز.
لا أخفي عليك أني معجب بتعليقاتك -مع أني أختلف معك في بعض الأشياء- و اسمح لي ببعض الأسئلة:
أليست القائمة الموحدة تكتب اسم البرنامج و بالتالي يعرف البرنامج الذي تنتمي له ؟
ماذا تقصد بجحيم الـFinder ؟
أعطِ أمثلة على محدودية الـAPI .
- بالنسبة للقائمة الموحدة, فانظر هذه الصورة,
هنا قمة ال"لخبطة", حيث ما يظهر على الشاشة هو الFinder, بينما القائمة تنتمى لسافارى, يحدث هذا عندما تصغر نافذة برنامج فيظهر ما ورائها لكن القائمة ما تزال موجودة حتى تغيير التركيز على برنامج أخر!
ألا يمكن ببساطة ان تكون لكل برنامج قائمته الخاصة؟ ثم الم يتجاوز الزمن القوائم بالفعل, القوائم هى من الثمانينات و كانت "موضة" أواخر الثمانينات و اوائل التسعينات, لكنها الان Outdated, نظام ويندوز تجاوز زمن القوائم بالفعل, و أصبحت الواجهات الحديثة تتكون من عناصر متداخلة مثل Ribbon و غير ذلك, و لكن القوائم ما تزال العنصر الرئيسى فى MAC OS!
- الصورة خير مثال, الفايندر فقير جدا و لا يتيح لك خواص التجول الغنية و المتعددة فى Windows Explorer (المقابل لفايندر فى نظام ويندوز),
انظر فى المقابل الى امكانيات الWindows Explorer,
حيث يمكننى الرجوع, أو الخروج الى المجلد الذى قبله, و فتح الSettings, و عمل Network Drive, و استعراض الاجهزة على الشبكة, و لدى خيارات أكبر لترتيب الملفات و تنسيقها,
ليس هذا فقط, بل يمكننى كتابة اسم الملف و Path الخاص به ببساطة فى الAdress bar العلوية, و الولوج اليه مباشرة, او كتابة المسار الخاص بمجلد و الولوج اليه. كل شىء بين يديك.
- الAPI الخاصة بنظام MAC OS اسمها Cacao API, و هى نسبة لويندوز API محدودة تماما, دعك طبعا من الاسم المخنث!
يتيح لك Windows API التحكم الكامل فى خصائص النظام و القدرات التى تستخدمها, هذا ما لا يتيحه لك Caocao, التخصيص للأشكال و العناصر الرسومية محدود للغاية, ما يجعل كل برامج MAC OS متشابهة,
لا يوجد مكتبة موازية لDirect X, ما يجعل نظام MAC OS فقيرا فى الالعاب الموجودة عليه,
كل function فى Windows API لها الكثير من الخيارات,
لا يوجد مثلا فى CaCao نفس التحكم فى الشبكات, الGUI, خصائص النظام, الملفات, ويندوز API يتجاوز Cacao بكثير و بصراحة يتجاوز الAPI لأى نظام تشغيل أخر.
حسنا، ستيف لم يكن شخصا لطيفا إطلاقا
موضوع مثير للإهتمام .. الجواب بكل اختصار : سيبقى الإثنان رمز من رموز التطور التكنولوجي في عالمنا اليوم ونواة في عوالم الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية .. ومصدر وحي وإلهام في كل تفاصيل الحياة الخاصة بهما ..
بيل جيتس وستيف جوبز .. كانت المنافسة الشرسة بينهما وحب السيطرة السبب في وصول مايكروسوفت وآبل إلى ماهي عليه اليوم .. كلاهما قدم العون للآخر (اشترى جيتس شركة نيكست بـ 160 مليون دولار منقذا جوبز) .. كلاهما يتسم بصفات معينة مميزة لا يتمتع بها الآخر ... كلاهما رائد .. انا تعلمت من الاثنين صراحةً ولا أفضل أحد على الآخر .. حياة جوبز الشخصية لا تعنينا .. وتبرعات جيتس وديانته لا تعنينا أيضاً .. علينا ان ننظر بموضوعية وحيادية لتلك الشخصيات النادرة والجريئة .. فقد تركا اهم جامعة في العالم بعد سنتين فقط وخاضا معارك نحو القمة .. هذا لوحده كافياً ليكونا نواتين يُذكران بعد 100 عام وليسَ 50 عاماً فقط ..
الناس تميل لبيل جيتس بسبب الشخصية العصبية والمُحبة للسيطرة لجوبز والتي لولاها لما وصلت شركة آبل لما هي عليه اليوم .. لا اخفيلكم انني اميل لجيتس أيضاً .. وأظن أن مارك زاكربيرغ ولاري بيج (مؤسس غوغل) يتعلمان من جيتس أكثر ..
أنا أحب كلاهما Bill كرجل ذكي و مؤسس مايكروسفت و صاحبة أول نضام تشغيل إستعملته في حياتي :) و Steve كرجل مبدع مؤسس أبل صاحبة أول هاتف ذكي في العالم الذي لم أحصل عليه بعض :) ولكن أفضل Steve أكثر
وهناك فيديو ساخر يتحذث عن نفس موضوع شاهدته قبل أسابيع :
ولا اي منهما
جوبز و جيتس وغيرهم مجرد مكائن لدر المزيد من النقود في جيوب المستثمرين ليست لهم اي قيمه انسانيه
من تتذكره البشريه هم حاملي مشاعل الحريه مثل نيلسون مانديلا و ملهبي الثورات للانتصار للفقراء مثل تشي جيفارا
بيل جيتس أنشأ مؤسسة خيرية Bill & Melinda Gates Foundation ويمكنك أن تراجع الجمعيات الخيرية التي دعمها:
حوار مع دافيد فروست فى 1995, قال بشكل واضح انه ملحد, و انه لا يذهب الى الكنيسة. و لذا اشتهر عنه انه ملحد.
عموما بيل جيتس ليس واضحا حول ديانته,
لكن فى مارس 2014, كانت اجابته غامضة بعض الشىء, و أعلن ان اولاده يذهبون الى الكنيسة مع زوجته ميلندا (و هى كاثوليكية), و انه ذهب معهم.
كما ناقض اراءه السابقة و يبدو انه رجع عن الحاده و قال ان وجود الله شىء منطقى لأن العلم لا يشرح وجود الكون.
لكن سواء كان ملحدا أم لا, فهو ليس متدينا, و ليس من رجال الاعمال ذوى التوجه اليمينى.
اقرأ اخر سؤال.
لكن يجب أن اسألك ما دليلك أنت ان منظمته تبشيرية؟ و انها لا تقوم بالمساعدات لوجه الله؟!
و عموما الحديث هنا عن أداء بيل جيتس و ستيف جوبز فى العمل و الادارة, و ليس فى مجال العمل الخيرى.
التعليقات