لا شك في أن العملية التربوية والتعليمية تشكل أحد أهم ركائز بناء مستقبل المجتمع والحفاظ على ماضيه والنهوض به، ولا يخفى أن المجتمع قائم على منظومتين مهمتين ومتلازمتين، منظومة الصحة ومنظومة التربية والتعليم. إن المجتمعات المتقدمة أثبتت أنها حققت النهضة الفكرية والعلمية عندما عملت جاهدة على توفير تعليم ذو جودة. إذ يساهم التعليم في تمكين الأفراد، وتطوير المهارات، وتعزيز الابتكار والإبداع.

في الواقع تشهد العديد من المناهج التعليمية في المنطقة العربية تراجعا في دورها الفعال، وقد عرفت في السنوات الاخير فشلا ذريعا بسبب عجزها على مواكبة التطور التكنولوجي السريع، بالتالي العجز على الاستجابة لمتطلبات العصر الحالي، مما أدى إلى شعور الطالب بالملل وفقدان الشغف في المدارس والجامعات. على غرار عديد التحديات التي ذكرتها، نركز ونؤكد على نقطة افتقار المناهج التعليمية إلى التنوع والتفرد والاهتمام بالقضايا الوطنية، خاصة القضية الفلسطينية.

يشعر الطلاب اليوم بمللٍ متزايد وفقدان للشغف في مجالات التعلم. مما نجم عنه تزايد حالات الغش و استخدام الهاتف اثناء شرح الدرس وعدم الإهتمام بما يقدمه الأستاذ باعتباره مكررا، و اعتقاد المتلقي أنه غير مفيد. وخوفي كبير من ثبوت صدق اعتقاده. أضف عليها نقص نسبة التركيز بشكل واضح وفادح ولعل أحد أبرز الأسباب، إدمان الشباب على مشاهدة التيك توك والفيديوهات القصيرة، وأصبح الطالب يلجئ لمحركات البحث والذكاء الاصطناعي لإعداد البحوث مستغنيا عن المطالعة والقراءة والرجوع لمصدر المعلومة.

  • "جيل اليوم اعتاد على الأخذ دون العطاء وتعلم سبل غش عديدة ومتطورة ذلك لأنه لم تعد لديه القدرة على السعي، وهذا ناقوس إنذار وخطر داهم، لا بد من التصدي له".

هذا التقاعس وانعدام الرغبة الحقيقية، قد يكون نتيجة لتكرار الطرق التقليدية في التدريس، وفشل التعليم في تحفيز الفضول والإبداع لدى الطلاب، وقد يكون بسبب الظروف والعوامل الخارجية، ومن المؤكد أن افتقار المادة لعنصر التشويق سبب لا جدال فيه.