نعيش بنصف وعينا، ونظن أننا مستيقظون


التعليقات

هذا أكثر ما أخاف منه، أن ينسرق عمري دون إدراكٍ مني، وألا أقتنص كل لحظة من الحياة.

أحاول الابتعاد عن ذلك قدر الإمكان، ولكن الحياة تدفعكِ بطريقة ما إلى العمل على نظام ال autopilot.

لكن أحرص على التوقف في محطات وتقييم الوضع واتخاذ بعض القرارات بالبعد عن أشخاص والرحيل من أماكن معينة والبدء في طرق جديدة.

كلامك صادق جدًا…

هذا الانتقال التلقائي إلى وضعية الـ autopilot هو ما يجعلنا نضيع دون أن نشعر، كأننا نتحرك لكن الروح ثابتة.

جميل إنك تقف عند محطات وتراجع المسار—ما نقدر نمنع التيار، لكن نقدر نعدّل وجهتنا كل ما وعينا لحظة.

أحيانًا مجرد التوقف لحظة والتفكير بصدق، يكون هو الفعل الحقيقي وسط زحام الأفعال الوهمية.

 المشكلة الحقيقية ليست في التكرار نفسه بل في غياب المعنى داخل هذا التكرار. أحيانًا نعيش أيامًا متشابهة تمامًا، لكن لو كنا نعرف لماذا نفعل ما نفعل، بنشعر بامتلاء رغم الرتابة. بينما في أحيان أخرى، نكون مشغولين بألف شيء، ومع ذلك نحس بالفراغ لأن الأفعال فقدت صلتها بهدف حقيقي.

لكن أحرص على التوقف في محطات وتقييم الوضع واتخاذ بعض القرارات بالبعد عن أشخاص والرحيل من أماكن معينة والبدء في طرق جديدة.

ربما الحل ليس في الرحيل من الأماكن والعلاقات، ممكن أننا نحتاج نرجع لنفس المكان بعين جديدة بدلا من اتخاذ طرق جديدة.

@raghd_agaafar

أرى أن التكرار شكل من أشكال الأمان وفي الروتين طمأنينة خفية، نوع من الاتساق الذي يمنح العقل راحة بدلًا من أن يُستنزف في التفكير في كل تفصيلة جديدة كل يوم. قد لا نكون "غائبين"، بل ربما نكون متمرسين، نحيا ببراعة داخل إيقاع اخترناه لسبب: لنُنجز، لنُبقي عجلة الحياة دائرة، لنحافظ على توازن هش وسط ضوضاء عالمٍ لا يرحم. الوعي الزائد بكل شيء يُرهق أكثر مما يُنقذ، وربما ذلك الفراغ الذي يأتينا فجأة، هو نداء عابر للمراجعة، لا لإدانة كل ما عشناه.

كلامك مليء بتفهم ناضج للجانب الآخر من الصورة—الروتين كملاذ، لا كقيد.

ربما فعلاً لا يكون الغياب دائمًا غيابًا… بل نوع من الاندماج الواعي، حيث نختار التكرار كوسيلة لحماية عقولنا من التشتت.

لكن يظل ذلك النداء العابر، كما وصفته، علامة حساسة—ليس للثورة، بل للمراجعة الهادئة.

كأن الحياة تهمس لنا أحيانًا: "هل لا زلت هنا؟ هل ما زالت هذه الدائرة التي تدور فيها تُشبهك؟"

ليس لإدانة الماضي، بل لصيانة الحاضر.

بالضبط، الروتين يمكن أن يكون حضنًا أو قيدًا بحسب وعينا به. فحين نختاره بإدراك، يتحوّل إلى هيكل داعم لا زنزانة. ربما المهم ليس أن نكسر الدائرة، بل أن نمرّر فيها الضوء من حين لآخر، لنتأكد أننا لم ننطفئ ونحن نمشي. ربما ليست الإجابة فيما نغيره، بل في كيف نراه.

نعيش بنصف وعينا. لا ننتبه للوقت، ولا للأماكن، ولا للوجوه التي نمر بها يوميًا. نأكل دون أن نتذوق، نضحك دون أن نشعر، نعمل دون أن نتذكر لماذا بدأنا أصلًا.

نعم احياناً نشعر اننا بالفعل نعيش بنصف او حتى ربع وعينا او بلا وعي اطلاقاً لكن من وجهة نظري يحصل لنا ذلك عندما نستغرق في تفكير عميق في أمور لا فائدة من التفكير فيها سوا تضييع الوقت ثم نستيقظ من ذلك الحلم او التفكير ونكتشف اننا ضيّعنا ساعة او ساعتين من عمرنا بدون اي فائدة تذكر..... 

هذه الحالة انا أصنفها فقدان للوعي ومع ذلك نرى بعض الناس يعيش جزء كبير من عمره في عالم السرحان وليته يسرح فيما ينفعه لنلتمس له العذر ولكنه غالباً يسرح في اجترار احداث مضت من حياته او في خلق واحة جميلة في صحراء حياته القاحلة يقضي فيها بعض الوقت قبل ان يعود مرة أخرى إلى ربعه الخالي....

والسرحان هو أكبر عدو للقارئ ولطالب العلم وخآصة عند المذاكرة والمراجعة حيث يقضي نصف وقته على الاقل في السرحان ....

فكثرة السرحان فيما لا فائدة منه او طائل من ورائه اعتقد انه هو ما يجعلنا نعيش بنصف وعينا او ربما بلا وعي....

قد تكون هذه الأفعال التي نقوم بها يوميًا لها أثر ايجابي مستقبلًا فمن يقرأ صفحتين يوميًا سيجد أثرٌ حقيقي لهذه العادة مستقبلًا، ومن ينجز مهامه العملية في يومه ستأتي لحظة ما ويشعر بأنه هذه المهام لم تذهب سدى، وهلم جرا، ولكن من الأفضل أن نقيم أنفسنا يوميًا بعد نهاية نهاية كل يوم، لربما نرغب في إحداث تغييرات جديدة في يومنا التالي سيكون له أثر كبير. إدخال عادة جديدة في اليوم أمر مهم، قضاء وقت مع العائلة وممارسة التأمل والإهتمام بالذات ستجعل منا أشخاص راضين عن أنفسنا وعن حياتنا.

كلامك منطقي جدًا، فعلاً التراكم هو اللي يصنع الفرق مع الوقت، والتقييم اليومي فكرة ذكية تساعد ننتبه لتفاصيل ممكن ما نحس فيها وسط الزحمة.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

101 ألف متابع