أود أن أشارككم هذه الفكرة التي ظلت تؤرقني كثيرًا: هل كل من أنجب، يستحق الاحترام؟
نحن نُربى منذ الصغر على أن مجرد كون الإنسان أبًا أو أمًا يجعله تلقائيًا جديرًا بالتبجيل. لا يُسأل، لا يُحاسب، لا يُعاتب. بل يُفترض أن نحني رؤوسنا له حتى لو لم يُمسك يومًا بأيدينا، حتى لو لم يفهمنا، أو آذانا، أو استخف بمشاعرنا.
لكن الحقيقة التي لا نصرح بها، أن بعض الآباء لم يكونوا يومًا آباء، كانوا موجودين فقط، كحقيقة بيولوجية، لا كشخصيات حقيقية في حياة أبنائهم. وحين يكبر الابن ويبدأ بالتساؤل، يواجهه الجميع بكلمة واحدة برّ الوالدين.
لكن، ما البرّ إن لم يُقابل باحتواء؟ فالاحترام لا يُفرض كعبء بل ناتج طبيعي لأي علاقة بها دفء واحتواء، فليس من العقل أن نحترم الصفة، دون الفعل، الاسم، دون المضمون.
لا أكتب هذا كدعوةً للعقوق، ولكن لنفهم معنى البر كما يجب، فليس كل من أنجب، قد كان أبًا.
التعليقات