لو حصلنا على ما نريد سنكون سعداء أم أننا نتوهم لنبرهن تعاستنا الحالية ؟

هذه طبيعة البشر جميعًا ولا أراها مشكلة على الإطلاق، فالسعي نحو تحقيق الأهداف والإنجازات جزء من طبيعتنا ويعكس رغبتنا في التطور والنمو، وبدون السعي لتحقيق شيء جديد، قد نشعر بالتوقف أو الفراغ، ولكن لا يعني ذلك أن السعادة لا تكمن في اللحظة الحالية، بل هي مزيج من التقدير لما نملك والسعي لتحقيق المزيد، وما يهم هو التوازن بين الاستمتاع بما هو موجود وبين التطلع إلى ما هو قادم، لأن السعادة في النهاية قد تكون في الرحلة نفسها أكثر من الوصول إلى الهدف.

ربط السعادة بهدف هو نفسه فقدان الاستمتاع بما هو حالي ومتاح، أعلم أن تلك العبارة تبدو كليشيه ولكن "إيجاد السعادة في التفاصيل اليومية" هي السبيل فعلًا للحفاظ على السلام النفسي والشعور بالرضا، فكما ذكرت أن لديك من النعم ما يسعدك بالطبع، وهنا في رأيي الحل هو فصل الشعور بالسعادة عن تحقيق الذات والإنجازات، لأن الإنجازات متعتها لحظية، ولكن السعادة أو الاكتفاء هي من التركيز على ما نملكه فعليًا.

أعتقد أن السعادة ليست في الوصول إلى ما نريد بقدر ما هي في الشعور بالرضا خلال الرحلة. كلما حققنا شيئاً، سيظهر هدف جديد، وهذا ليس خطأ، بل طبيعة بشرية تدفعنا للنمو. لكن المشكلة تكمن في ربط السعادة فقط بالوصول، لأن ذلك يجعلها مؤقتة، وكأننا نطارد سراباً لا ينتهي. الأفضل أن نوازن بين الطموح والاستمتاع بالموجود، أن نحتفل بالإنجازات الصغيرة ونقدر اللحظة، لأن انتظار السعادة حتى نحقق شيئاً قد يجعلنا نؤجلها إلى الأبد

صحيح السعادة ليست محطة نصل إليها، بل أسلوب حياة. و مع ربطها بالإنجازات فقط يجعلها وهما أو سرابا ؛ كلما اقتربنا من هدف، ابتعدت السعادة مع ظهور هدف جديد. لا يعني ذلك أن الطموح خطأ، لكنه وحده لا يكفي. فالسعادة الحقيقية تكمن في تقدير ما لدينا الآن، والاستمتاع بالرحلة قبل الوجهة.

نسعد بما لدينا وبنفس الوقت نسعى إلى المزيد من السعادة، لأن السعادة هو الدافع الذي يجعلنا نسعي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في حياتنا فقدانه ربما يفقدنا شغف الاستمرار في تطوير انفسنا، وبنفس الوقت عدم تقدير مانملك هو ظلم لأنفسنا وظلم لسعينا وكفاحنا لتحقيق ذلك الانجاز، اعتقد نحتاج أن نزن الأمور فقط ونسعد بما لدينا ونحاول تحقيق المزيد من السعادة.