لطالما كان البيت هو المكان الذي جعله الله سكنًا وأمانًا، وهو أحد النعم التي تستقر بها النفوس

‏التاريخ يُعيد نفسه... لكن العقول تأبى أن تتعلّم!

اليوم نسمع النساء المعاصرات يُردّدن:

مللنا من البقاء في البيت!

السكينة التي جعلها الله في البيوت أصبحت سجنًا في أعينهن.

الاستقرار الذي تنشده البشرية منذ الأزل، صار عبئًا يُراد التخلص منه.

لكن مهلاً... هل سمعتم عن قوم سبأ؟

أُغدِقَت عليهم النعم، وسُيِّرت لهم الطرق، فماذا قالوا؟ ربنا باعد بين أسفارنا!

ملّوا من الراحة، فاستجاب لهم الله... فتقطّعت بهم السبل، وتشردوا في الأرض كأمثولة للغباء البشري حين يُزهد بالنعم.

وهاكم بنو إسرائيل:

أنزل الله عليهم المنّ والسلوى، طعام من السماء بلا كدّ ولا تعب.

فقالوا: لن نصبر على طعامٍ واحد... فماذا كانت النتيجة؟

وضُربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضبٍ من الله.

والآن؟

نساء العصر يتذمّرن من الجلوس في بيوتهن، من السكن الذي جعله الله رحمةً وأمانًا.

يتصورن أن الحرية في الهروب من الفطرة... وأن السعادة في مطاردة وهم المساواة في الشوارع والمكاتب!

لكن، انتبهن جيدًا!

كما فقد قوم سبأ نعمة الاستقرار، وكما سقط بنو إسرائيل في الذل بعد التذمّر من النعمة...

ستأتي أيامٌ تترحّمن فيها هؤلاء النساء على الملل في البيت، حين يجدن أنفسهن في شيخوخةٍ باردة، بلا بيتٍ ولا سكن، ولا رجلٍ يحمي، ولا أسرةٍ تحتضن.

قال الله تعالى: والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا

السكن ليس جدرانًا... السكن هو الأمن... فمن حطّمت الأمان، استيقظت في العراء!

فهل نحن اليوم نعيش حالة مشابهة؟ هل أصبح الاستقرار عبئًا بدل أن يكون نعمة؟ وهل البحث عن الحرية والاستقلالية يقود إلى سعادة حقيقية، أم أنه مجرد وهم سرعان ما ينكشف مع مرور الوقت؟