محاكم التفتيش.. إنتشرت بأوروبا خلال القرنين ال16 وال17م. وظهرت في أكثر من دولة، لكن توجد الكثير من الدلائل على أن أكثرها وحشية واستمرارا، كانت محاكم التفتيش الإسبانية؛ حيث كانت تتربص بالجميع آنذاك.. حتى انها لم تكتفي بتحرياتها عن المسلمين واليهود المتواجدين باسبانيا بعد سقوط الأندلس، بل أيضا تتبعت من أعلن منهم إعتناقة المسيحية "الكاثوليكية" لأنها تشك بصدق نواياهم، وأنهم فعلوا ذلك فقط، لينقذوا أنفسهم من العذاب!!

وهنا رحت أتأمل الوضع، وأسقطه على واقعنا.. فما أكثر القضايا التي أعلن فيها رأيي صراحة وبوضوح، لكني أفاجأ رغم ذلك، بمن يشككون برأيي وموقفي، ويفتشون جاهدين عن الدوافع الخفية التي جعلتني أتخذه!!

فمثلا، قد يعتزم أحدنا القيام بعمل شيء ما، لوجه الله سبحانه، فيجد من يتهمونه بأنه إنما يفعله للتباهي والتفاخر بأمواله ليس إلا!.. فلماذا لا يكتفي هؤلاء بمواقفنا وآرائنا المعلنة، ويفضلون التخمين والإفتراء، عبر التفتيش بنوايانا!

فماذا عنكم.. كيف تتعاملون مع من يفتشون بنواياكم؟!