تأثير فلين: مَن مِن بينهما الأذكى، الأجداد أم الأحفاد؟

في علم النفس عندما نطبق اختبار ننظر في العمر أولاً لنحدد الاختبار المناسب، وبهذه النظرية هناك خلل واضح فكيف نطبق اختبار على اجداد وأحفاد ؟! ليسوا من نفس العمر ولم يتلقى كلاهما نفس الخبرة والعلم فكيف نقارن استجابتهم على اختبار واحد هذا غير منطقي بالمرة.

من دون اختبارات أو أبحاث طبيعي أن يكون أبناء التكنولوجيا أذكى من أبناء الورقة والقلم، ولكن هذا في الهيكل العلمي والعقلي فقط، أما الجانب العاطفي وجانب الخبرة والتفاعل والذكاء الاجتماعي وخبرة المواقف والتعلم العام فالأجداد أذكى بكثير، وهذا رأيي ورأي الأبحاث أيضاً.

الأحفاد أذكى طبعاً وبكل تأكيد وأحفاد الأحفاد أذكى وأذكى، البشرية تتجه نحو العبقرية رويداً رويداً بسبب زيادة النشاط الفكري عند معظم الأجيال البشرية فمن الطبيعي أن نشاط دماغنا وقدراته تزيد جينياً مع الوقت، على أن النشاط البدني يقل ولذلك بالنسبة للأجساد المثالية لن نراها لا في الأحفاد ولا في أحفاد الأحفاد، كل جيل من المستقبل سيكون أبشع وأقل صحة من الذي سبقه، ولكن بكل تأكيد سيكون كمتوسط حسابي أذكى بكثير، وهذا برأيي تثبته الأيام حين يقوم ولد صف أول بالعمل على اللابتوب وحل أمور صعبة فيه وفي ذات العمر حين كانوا آبائهم كانوا يستصعبون عمليات جمع بسيطة وكتابة إملائية.

يمكن أن تكون القدرات المتفردة لكل من الأجداد والأحفاد نتيجة للتجارب والظروف التي عاشوا بها. لذلك، يمكن القول إنه ليس بالضرورة أن يكون الأحفاد أذكى من الأجداد، يمكن أن يكون للذكاء عدة تعاريف تتضمن القدرات العقلية المعرفية العامة، القدرة على حل المشكلات، التعلم السريع، التفكير الإبداعي، والتكيف مع البيئة. ولا تنسي أن ما يتعلمه الأطفال اليوم في المدارس رحلت أجيال كاملة وهي تحاول حتي أن تكتشفه.