يروى عن أحد الملوك أنه استيقظ ذات مرة وقد رأى مناما مزعجا فأمر وزيره حتى يجلب له مفسر أحلام ليأوله ويوضحه له.

قال الملك للمفسر: "رأيت فيما يرى النائم أن أسناني تكسرت وسقطت"

فأجابه المفسر: "سامحني يا مولاي، ولكن تأويل هذا المنام غير جيد، فأنت سترى أمام عينيك جميع عائلتك يموتون أمام عينيك"

غضب الملك بما قاله المفسر فأمر وزيره بأن يلقيه في السجن وأن يأتي بغيره. تكررت الحادثة، يأتي مفسر فيخبره بما قاله الذي قبله، فيأمر بسجنه، حتى وصل يوماً إلى القصر مفسر حاذق ذو فصاحة، فقال: "مبارك ما رأيت يا مولاي، تفسير منامك أنك ستكون أطول أهلك عمراً"

سعد وفرح الملك بما سمعه وأمر للمفسر العطايا والهدايا.

التفسير هو نفسه ولكن الأسلوب هو الذي تغير. الأسلوب لا يعني الكذب والتملق كما قد يعتقده البعض، بل هو كالإناء الذي يوضع عليه الطعام، فإن كان الإناء رديئا فلن ينظر إلى الطعام بعين الإعتبار بغض النظر أكان جيداً أم لا.

النصيحة التي تقال هي مثل السهم الذي يصيب القلب، لهذا يرفض البعض النصيحة فهم يشعرون أنهم يهزءون ولا ينتصحون، يذلون ولا يهدون. فيرفض البعض نتيجة ذلك السبب والآخر بسبب الكبر.

أما الأسلوب يخفف من حدة النصيحة ويجعلها لقمة يستسيغها متلقيها، فيقبلها بصدق ولا ينفر منها.

الفكرة أن ننتقي كلاماتنا بعناية، فالنية الصالحة لا تكفي لا بد أن يتبعها بعمل صالح. فالنصيحة تؤخذ لو قدمت في طبق فاخر، وهو الأسلوب.

ما هو رأيكم؟ ما هي تجاربكم مع النصيحة؟ هل تتقبلونها أم تنفرون منها ولماذا؟

وفقكم الله.