يقول علماء النفس أن "السبيل إلى اتخاذ قرارات أفضل هو اتخاذ المزيد من القرارات..المهارة تولد من رحم الممارسة والتكرار والحكم الصائب هو نتيجة الخبرة".

قَبْل أنْ تُحدِّد هَدفَك وتُبَاشِره، عليْك أنْ تُقَرِّر تمامًا مَا تُريد إِنْجَازه فِي كُلِّ مَرْحَلة مِن حَياتِك. فالْوضُوح هُو أهمُّ مُعتَقَد فِي الإنْتاج اَلشخْصِي، والسَّبَب الأوَّل فِي أنَّ بَعْض النَّاس يُنْجزون أعْمَالهم أَسْرَع مِن غَيرهِم هُو أَنّهُم واضِحُون تمَامًا تُجَاه أهْدافهم وأغْراضِهم، ولَا يَحيدُون عَنهَا. كُلمَا كُنَّا وَاضِحِين تُجَاه مَا نُريدُه ومَا عليْنَا إِنْجازه، كانَ مِن الأسْهل عليْنَا أن نَتَغلَّب على المُمَاطَلَة، ونُكَافِئ أَنفُسنا، وَنمضِي قُدُمًا بِإنْهَاء وَاجبِنا.

السَّببُ اَلرئِيسُ لِلْمماطلة والافْتقار إِلى الحَافز هُو اَلغُمُوضُ والارْتبَاك، والتَّشْويش اَلعقْلِي حِيَال مَا تَفعلُه وَبأَي نِظَام وَلأَي سَبَب. وعليْكَ أن تَتَجنَّب هذَا الوضْع الشَّائع بِكلِّ قُوَّتِك، والْعَمل على التَّوْضيح التَّامِّ فِي كُلِّ مَا تَفعلُه. وهناك قَانُون رَائِع لِلنَّجَاح: "فِكْر عَلَى الوَرَق". فهنَاك 3% مِن البالغين فقط لَديهِم أَهدَاف مَكتُوبة وَاضِحة. يُنجِزُ هؤلاء النَّاس أَكثَر بِخَمس أو عَشْر مَرَّات مِمَّن يُماثلونهم أو أَفضَل مِنْهم مِن النَّاحية الثَّقافيَّة والْمَقْدِرَة، لِكلِّ من لَم يَكُن لَديهِم وَقْت لِيكْتبوا تمامًا مَا يُريدونه.

هُنَاك خُطَّة عَظِيمَة لِلْبدْء بِتنْفِيذ الأهْداف اَلتِي يُمْكِن أن نسْتخْدمهَا بَاقِي حَياتِنا. وتتأَلَّف مِن سَبْع خُطوات بَسِيطَة. وَإذَا اِتبعَت إِحْدى هَذِه الخطوات سيتضَاعف إِنْتاجك أو سَيزيد ثَلاثَة أَضعَاف إِذَا لَم تَكُن تتْبَعُهَا حَاليًا. خُذْ صَفْحَةً نَظِيفَةً مِنْ اَلْوَرَقِ، مِنْ اَلْآنِ، وَاكْتُبْ عَلَيْهَا عَشرَةَ أَهْدَافٍ تَوَدُّ إِنْجَازَهَا فِي اَلسَّنَةِ اَلْقَادِمَةِ. اُكْتُبْ أَهْدَافَكَ، اِسْتَخْدِمَ اَلْفِعْلَ اَلْمُضَارِعَ، وَالْإِيجَابِيَّ، وَالْكَلِمَات اَلْمَقْبُولَة مُبَاشَرَةً مِنْ عَقْلِكَ اَلْبَاطِنِ. عَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ، سَتَكْتُبُ: "أَنَا أَكْسِبُ عَدَدًا مِنْ اَلدُّولَارَاتِ كُلَّ سَنَةٍ"، أَوْ "أَزِنُ عَدَدًا مُحَدَّدًا مِنْ اَلْبَاوِنْدَاتِ"، أَوْ "أَقُودُ سَيَّارَةُ كَذَا وَكَذَا". بَعْدَ ذَلِكَ، اِسْتَرْجِعَ فِي قَائِمَتِكَ اَلْأَهْدَافَ اَلْعَشَرَةَ، وَاخْتَرْ وَاحِدًا مِنْهَا بِحَيْث إِذَا أَنْجَزَتْهُ سَتَحْصُلُ عَلَى أَعْظَمِ تَأْثِيرٍ إِيجَابِيٍّ فِي حَيَاتِكَ. مَهْمَا كَانَ ذَلِكَ اَلْهَدَفِ، أَكْتُبْهُ عَلَى صَفْحَةٍ مِنْ اَلْوَرَقِ مُنْفَصِلَةٍ، وَحَدَّدَ فَتْرَةً زَمَنِيَّةً لِإِنْهَائِهِ، مَعَ وَضْعِ خُطَّةٍ، وَابْدَأْ بِتَنْفِيذِهَا، وَافْعَلْ شَيْئًا مَا فِي كُلِّ يَوْمٍ عَلَى حِدَه، إِلَى أَنْ تَصِلَ إِلَى هَدَفِكَ. هَذَا اَلتَّمْرِينِ وَحْدَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ حَيَاتَكَ.