شخصان ( خ ) و ( ن ) ينتظران مبادرة شخص قائد شجاع يريد أن يتقدم و يستكشف المجهول رافضا الجمود و القعود و رافضا ممارسة التثبيط و الإرجاف و نفخ السموم الكلامية .. كما تجسدها هذه الحوارية التخيلية البسيطة :

شخص ( خ ) : اصمت و توقف و تريث و اصبر ..

شخص ( ن ) : لماذا ؟

شخص ( خ ) : دعه هو يتكلم و يجرب و يحاول و يبادر أولا فإذا أصاب استفدنا منه و تبعناه ..

شخص ( ن ) : و ماذا إن بادر و حاول و أخطأ ؟

شخص ( خ ) : نلومه و نسخر منه و نحمله المسؤولية عن ذلك فلا دخل لنا ..

شخص ( ن ) : ألا ترى بأن هذه أخلاق فاسدة تجعله يغضب منا ؟

شخص ( خ ) : و لماذا سيغضب منا فهو الذي حاول و أخطأ و لسنا نحن ؟

شخص ( ن ) : و هل الذي يحاول و يخطئ أفضل أم الجالس المتجمد مثلي و مثلك ؟ و أيضا هل كل من يخطئ تتعامل معه بلوم و تأنيب و سخرية ؟ لما لا تجرب مكانه إذن أو تنصحه أو تهون عليه أو تدعم معنوياته ؟ ألم تجد سوى اللوم و السخرية ؟

شخص ( خ ) : يطأطئ رأسه محرجا و عاجزا عن الرد !

العبرة : إذا كنت لم تحاول أصلا فأنت أدنى مرتبة من الذي حاول فأخطأ .. فالمخطئ على الأقل شحن رصيد خبرته بمغامرات و تجارب و محاولات بينما أنت رصيدك فارغ صفري منعدم لو تنتبه و تستفيق .. و فوق ذلك تزيد وزرا على وزرك فتسخر و تضحك و لا تدري أنك أنت الذي يقبع في موضع المسخرة .. إذا رضيت أن تكون تابع و مرؤوس لا عيب في ذلك و لكن العيب أن تشمت و تلوم و تسخر بدلا من أن تدعم أو تصلح أو تنفذ دورا آخر أكثر إيجابية يجعلك تكبر في عين المبادرين الذين يصارعون المجهول لأجل أن يشحنوا رصيدك .. فأظهر بعض الإحترام و التقدير على الأقل تكريما لروحهم الشجاعة التي أهدتك أفضالا و هدايا عظيمة .. و أخطاؤهم شرف و عزة لك لو تدري و تفقه ..