البارحة كنت أنهى بعض المشاوير المتعلقة بعملي واضطررت لركوب سرفيس وهو سياره ميكروباص للنقل الداخلي لمن لا يعرف، لأن سيارتي تعطلت، المهم ركبت بجوار السائق لأخذ مكانين وأكون جالسة على راحتي، بعيدا عن أي تلزيقات بالواقع، تحركنا قليلا وما ان وجدت سيدة كبيرة تقريبا بالخمسينات ترفع صوتها على رجل ومن الواضح من كلامها انه تحرش بسيدة كانت معها، والمرأة يعني هاجمته بدون تردد حتى نزل من السيارة، الغريب بالأمر أن من بالسيارة وأغلبهم رجال -ربما هذا احد الأسباب- لم يحركوا ساكنا لم يتدخل احد، لم يعلق احد وكأن السيارة ليس بها بشر سوى السيدة، نظرت للسائق على أمل أن يتدخل أثناء المشادة بينهما ولكنه يركز على طريقه وكأن لا أحد هنا. وهذا أصابني بدهشة، ما الذي اوصلنا لهذه السلبية؟
لماذا أصبحنا سلبيين ولا نبادر بالمساعدة لهذه الدرجة؟
هذا ما يسموه تأثير المتفرج، وهذه حالة تقل فيها احتمالية تدخلنا كأفراد، في حالة طارئة عندما يكون هناك أشخاص آخرين حاضرين، فكل شخص يتوقع أن يتدخل الآخرون مما يؤدي إلى عدم تدخل أي شخص بالنهاية كما حدث بموقفك وهذا أصبح منتشر جدا حتى بالحوادث والمواقف الصعبة.
فكل شخص يتوقع أن يتدخل الآخرون مما يؤدي إلى عدم تدخل أي شخص بالنهاية كما حدث بموقفك
لهذا في هذه المواقف في حال تعرض شخص إلى موقف مشابه عليه أن ينادي إلى شخص معين من ضمن الناس وألا يستنجد بالمطلق بكل الناس حتى يجذب الانتباه له بوضوح، أما في حالة الناس لو تحرك شخص واحد وفكر أنه بتحركه سيحرك الجميع لحلت أغلب تلك المشاكل بالتدخل السريع، ولكن ما يحدث أن الجميع ينتظر وفي نفس الوقت الجميع يستنكر لماذا لم يتحرك أحد!
ما ذكرته هنا مهم للغاية وهذا ليس فى أمر المشاكل فقط، ولكنه مهم أيضاً حتى يصغى إليك أحداً فى مجموعة ما، ذات مرة ذهبت لأسأل سؤلاً لمجموعة من البنات مدرساً طلب مني هذا الأمر فى المرحلة الإعدادية فذهبت إليهم مجموعة واقفين معاً ويتحدثون معاً وسألتهم سؤلاً ولم يجيبني أحدهن، وكررت السؤال فلم يجيبني أحدهن أيضاً فركزت مع واحدة فقط وكررت السؤال ثالث مرة بعد أن كدت أن أستشيط غضباً فأجابتني ومن ثم أجابني معها إثنتين أخريات حينما بادرت الأولى بالإجابة، فكلامك صحيح جداً وفكرة تأثير المتفرج بالأعلى صحيحة جداً جداً أيضاً.
التعليقات