يقول لو كنت التحقت بالوظيفة الفلانية لما كان هذا حالي الآن في ضيق المعيشة؛ (لو كنت لما كان) لو كنت التحقت بكلية كذا كان أفضل لي من هذه الكلية التي تخرجت فيها، (لو كنت لما كان) لو كان أبي تركني أفعل كذا حين صغري لما كان حالي هكذا، (لو كنت لما كان) لو كان والداي رضوا بزواجي من تلك الفتاة لكنت مستقراً أفضل من حالي الآن ، (لو كنت لما كان)، تقول لو رضي أهلي بزواجي من فلان لكان أفضل لي من هذا الزوج الآن، (لو كنت لكان)!؛ 

أولا: أخي وأختي لابد من معرفة أنكَ وأنكِ على كوكب الأرض الآن وأنك في دار الدنيا، وهي ليست (يوتوبيا) المدينة الفاضلة أو المثالية، فليست حياتك مثالية، 

اعلم واعلمي أن ما تندم على فواته الآن ربما كان حلماً يحلم به غيرك، ولا يعني ذلك أنني لا أرضى لك الأفضل، لا ، بل انزع التعلق بما خلفك كي لا يعيقك، ولا تتعلق بالماضي وتنتظر عودة ما فاتك دون جدوى، فأمامك مسافات لابد لك من قطعها، فالتعلق بأمنيات الماضي هو عينه معوقات المستقبل. 

وشأني شأن أي إنسان، مررت ببعض المواقف من مثل هذه فكنت أستعين على تجاوزها بانصراف الذهن عنها، وإقناع نفسي بأنها ربما لو تحققت لكانت حجر عثرة بالنسبة لي عن أشياء أخرى، فأقنعت نفسي بعدم البكاء على اللبن المسكوب. 

ثانياً: نحن البشر ننظر إلى الأشياء من زاوية واحدة، مع أن الأشياء لها زوايا متعددة، فلا تنشغل إلا بما هو أمامك واترك الماضي للماضي، ولا تحاول التعلق بشيء مضى لئلا يثقلك عن التقدم نحو الأمام، فالندم على الماضي شيء سلبي والتفكير في المستقبل هو عين الإيجابية، وثق في اختيار الله لك ولا تقل: (لو كان لما كنت)، أو، (لو لم يكن كذا لكان كذا)! ، بل قل: (قدر الله وما شاء فعل).

بعضهم يجلس مكتوف الأيدي ويعلق تهمة فشله الحالية على شماعة الماضي!.

ثالثاً,: أحياناً يمنع الله عنك شيئاً ليعطيك شيئاً أفضل منه، فساعتها يكون المنعُ عينَ العطاء!.

حاول أن تخلق من سلبية الندم على الماضي إيجابية التفكير في حكمة الله ؛ وساعتها قل: (الحمد لله).