تقتصر مساحةُ الإبداع لدى الكاتب وحصرها في حدودٍ ضيقة جدًا ولا يدركُ البعض بأنَ هذا الأمرَ سلبي يؤثرُ على إدراكهِ، سواءً كانَ واعيًا أم غيرَ واعٍ.

فالكتابة يا رفاق تتطلبُ أفكارًا وكل ما هو جديد من القضايا والمشاكل والجدال ليتم تناول الكتابة عنها، وعلى الكاتب أن يكون آلة لابتكارِ الأفكار، وذلك لأن الأفكار لا تأتي للكاتبِ إلا من خلال تجاربهِ واستكشافهِ للمعرفة واطلاعه على كلِ شيء جديد.

ومن واجب الكاتب أن يكتب ويظهر وجودهُ في جميعِ المجالات، حيثُ يحق لهُ أن يعبر عن آرائهِ وانتقاده ويدلو بوجهاتِ نظرِ بشتىٰ المجالات بتلكَ النظرةِ الشمولية في الأفكار والتجارب وإدراج وجهاتِ نظرٍ مختلفة في ذلك.

ويجب على الكاتب أن ينظرَ إلى معاناةِ الناس والمشاكل وأن يقومَ بتعاطيها والتعاطف معها بأسلوب أدبي، ليتمكن من تقديمها بصورة شاملة وعميقة للواقعِ.

فعندما يقتصرُ الإبداع الكتابي على حدودٍ ضيقة، يفقدَ الكاتب بريقَ ذلك الإحساس المتجدد وتتعثرُ عبقريته في ضيقها.

هذا القيد السلبي يشوه إدراكهُ، حتى لو كانَ الكاتب نجمًا ساطعًا ومبدعًا في حَبك الكلماتِ وترتيبها في نظرة العالم الخارجي.

ويتطلبُ أيضًا أن لا يتم حصرَ الكاتب بمكان واحد أو مواقع محددة، فالكتابة هيَ جسر للابتكار، حيثُ تنشأ الأفكار الجديدة من خلال تجارب حياة الكاتب وزرع المعرفة في عقولنا.

ولا يمكن للكاتب أن يبتكر إلا إذا تعاونَ مع العالم وأظهر صورتهُ وتحدى التصوراتِ واستفزازها .

ومن أجل الكتابةِ يجب أن ينتشر صوت الكاتب في جميع أرجاء الفنونِ،

فهو ليس مجرد قلمٌ يَـكتب، وإنما هو حامل للآراءِ التي تتغلغلُ في عقول المستقبلين المزدانةِ بغزارة الأفكار الآتية منهم على شكل شكوى وثرثرة أو بقالب ترفيهي، ويثير في ذلكَ النقد ويستحضر الإعجاب في لحظة لا تنتهي .

تشتد الحاجة لهذا النورِ المذهل في العديد من الاتجاهات، لذلكَ يتعين على الكاتب أن يكون مثقف حقيقي ليصعدَ بهذا النور.

كذلك يجب أن يرتحل في قواربِ الرؤى الفكرية، لينيرَ طريقهُ وطريق الآخرينَ بإشراقةِ المعرفة الجديدةِ، ويجب أن يسلطَ الضوءُ على تناقضات الحياة تعدي والآلام، وأن يعبر عنها بالقلمِ الأدبيِ الذي يجيده.

والجدير بالذكر هُنا بأن على الكاتب أن يصبح حارسًا ورفيقًا للحكايات المؤلمة، وأن ينقلنا في رحلة تكون جسرًا يربطنا بالإنسانيةِ المنكوبة .❤️

_ فكري محمد الخالد