كنت أشاهد فيلم خيال علمي وتم طرح هذا السؤال ماذا لو استخدمنا 100% من عقلنا؟ دفعني هذا لطرح سؤال آخر فلسفي ما هي المعرفة وهل لمعرفتنا حدود!

تخبرنا الفلسفة بأن المعرفة هي العلاقة بينك وبين ما تتعرف عليه ولكن كيف تتم تلك العملية؟ ومن أين أتت معرفتي بالشيء من الأساس.

تحاول المدارس الفلسفية الإجابة على هذا فالمعرفة عند الواقعية الساذجة هي صورة للواقع بمعنى حينما ترى تفاحة تعرف أنها تفاحة؛ أما الواقعية النقدية تقسم المعرفة إلى أولا صفات أولية فالتفاحة لها صفة مثل شكلها الدائري وثانيا صفات ثانوية فالتفاحة لها لون مميز ورائحة وطعم وما يحدث داخلنا للتعرف عليها هو عملية مركبة بحيث نستخدم كل ما استلمناه بحواسنا عن التفاحة لنقول أنها تفاحة.! أما عند المثاليين فالمعرفة هي عملية ذاتيه تحدث داخل كل فرد وأن العالم كله داخل كل واحد منا يختلف اختلافا كليا عن الآخر.

أما في عصرنا الحديث عند المذهب البراجماتي فيقول أن المعرفة هي أداة للسلوك هي الفكرة وأن الفكرة التي تحيا في الذهن ولا تخرج إلى عمل ليست من (المعرفة) وإذا لم يكن للفكرة المعينة أثر عملي أو نفع في حياة الإنسان، لم تكن جديرة أن تسمى ﺑ «معرفة».

ولكن ما هي طبيعة المعرفة ومن أين تأتي فلو كان العالم كله مبني على تصوراتي فقط فكيف أقول أنني أفهم صديقي وأعرف ما يمر به؟ وكيف أدرك أشياء ليست في حيز وجودي وأعلم أنها موجودة بالفعل كالكواكب والنجوم؟

تخبرنا المدارس المختلفة بأنه بناءا على ما تعلمته سواء كان بالتجربة الشخصية أو بتعلم العلوم المختلفة إذن المعرفة أساسها العقل الذي يدركه صاحبه إدراكًا مباشرًا.

وهنا نأتي لحدود العقل البشري ومعرفتنا فيرى الاعتقاديون أن ليس هنالك حدود لمعرفة الإنسان وأن ما ليس يدركه الإنسان بعقله الآن سيدركه في المستقبل أما الشكاك كما يطلق عليهم فيرون أن الإنسان لا يمكنه إدراك أو معرفة أي شيء خارج حدود عقله ويستندون إلى قول أفلاطون بأن «الإنسان مقياس كل شيء، فهو مقياس أن الأشياء الموجودة موجودة، وأن الأشياء غير الموجودة غير موجودة.»

وأنت هل تتفق مع أفلاطون؟ أم أنك ترى أن ليس هنالك حدود لمعرفتنا!