"عيدٌ مبارك لِكُلِّ من يشعر نفسه وحيدًا، مَنبوذًا..

برأيي العيد يزيد الطين بلّة بالكثير من الأحيان، لا أحب هذه الأيام الصراحة، أفضّل ما بها من روحانيات وفقط أما على مستوى فرحة العيد وغيرها أكره هذه الأمور، لإنني أرى العيد فرصة كبيرة جداً لكي تُظهر فعلاً السعيد وتبيّنه وتجعل الفقير يدرك مكانه الصعب من صعوبته في الاستمتاع مع المحيط، وكأنّ العيد مصفاة طبقية حقيقية. العيد يحرج الكثير من الناس ويحزنهم أكثر ، يحزن من يحتاج البعد عن العائلة والأصدقاء بسبب السفر. أو بسبب فقدان أحد أفراد أسرته، يمكن أن تكون الأعياد وقتاً عصيباً إذا فقدت شخص قريب منك.

أو مثلاً يمر الشخص بوقت عصيب في حياته، يمكن أن تزيد الأعياد من التوتر وتجعلك تشعر بمزيد من العزلة.وهناك الكثر مثلي يعانون أيضاً من القلق الاجتماعي أو غيره من حالات الصحة العقلية، إذا كنت تعاني من قلق اجتماعي فقد تكون الإجازات سبب للوحدة والعذاب.

التهنئة بالعيد، أداء الصلوات، زيارة الأقارب، الاستحمام واللباس الجديد، كلها من تعظيم شعائر الله، لا بد لنا أن نفرح، نحن مَن نتحكم بذلك، ولا أحد مسؤول غيرنا، مَن يعيش تعيساً في العيد هو السبب في تعاسته، ومن يعيش سعيداً بذل جهداً كبيراً ليحافظ على مستوى سعادته.

العيد فرصة .. فرصة لنفرح رغماً عن همومنا وآلامنا، فرصة لأن نصنع سعادتنا من أصغر الأمور، فرصة لنتقرب إلى الله ولتنتعش قلوبنا من جديد، فرصة للقاء والتهاني والرد على مئات الرسائل المهنئة بقدومه وتهنئة مئات أخرى، فرصة ليسلم الجار على جاره، ويجتمع من أبعدتهم مشاغل الحياة حول مائدة واحدة، فرصة لنتعلق بشعائر الله أكثر، أن نرى سعادة الحجاج ونغبطهم، فرصة للعودة لجذورنا وذكرياتنا وعاداتنا.