إن أي زلزال قوي لا تكون له مجموعة من التوابع والآثار فقط بل إنه يساهم في إعادة تشكيل الصفائح الأرضية بطريقة مختلفة عما كانت عليه وإلى الأبد.

وبالقياس مع النفس البشرية فإن أي صدمة نتعرض لها في حياتنا تكون عبارة عن هزة عنيفة لقشرتنا النفسية الهشة مما يؤدي إلى مجموعة من الإهتزازات التابعة لها

التي تكون أقل منها حدة بالإضافة إلى ترك حساسة مفرطة في طريقة تعاملنا مع الحياة بعد التعرض لتلك الصدمة لأنها تعدل طريقتنا في التفاعل مع العالم وتغير معتقداتنا عنه مما ينعكس على سلوكنا وردود أفعالنا

ولذلك علينا أن ندرك أن التغيير النفسي بعد التعرض لصدمة ليس أمرا مستبعداً

وأننا لا بد أن نكون مستعدين للتعامل مع المعتقدات والأفكار الجديدة التي تصاحب الأزمات النفسية.

فلا بد من البعد عن التعميم والأحكام المطلقة والقرارات العاطفية وغيرها من الأمور التي تحدث غالباً كتوابع للهزات العنيفة النفسية.

لكن يجب علينا أن نضع في الاعتبار أن الزلازل والصدمات النفسية أمر طبيعي وهو جزء من طبيعة الحياة وليست أمراً غير منطقي أو غير مفهوم

صحيح أنهما لا يمكن التنبؤ بهما أو مقاومتهما ولكنهما يحدثان ويؤثران في طبيعة تكوين الأرض والنفس البشرية

لذلك من المهم بناء مدن وأنفس قوية لمقاومة لمثل تلك الهزات العنيفة مع التنويه إلى أن القوة لا تعني الصلابة إنما تعني المرونة والقدرة على إدارة المشاعر والتوقعات والاهتزازات ليس لمقاومتها إنما للتأقلم معها والخروج منها بأقل خسائر ممكنة.

ومن المهم معرفة أن قدرة البشر على مجابهة الزلازل إلا من خلال دراسة آثار الزلازل

لذلك لن نتمكن من التغلب على صدماتنا النفسية ألا من خلال استقصاء آثارها السلبية على انفسنا والتعلم من القرارات والتصرفات الخاطئة ومعرفة كيفية التعامل مع تلك المواقف بشكل أفضل في المرة القادمة 

وليس هذا ما سيمنع الكارثة من الوقوع لكنه سيخفف وطأتها قليلا

لذلك علينا أن نكون مستعدين لأي شيء، لكي لا نخسر في لحظة واحدة كل شيء.