ومما يجدر الإشارة إليه أنّ #الإمام_أطفيّش لم يكن في تكوينه العلميّ مقتصراً على علوم اللغة والعلوم الشرعيّة، فقد كان يجمع إلى هذا علوماً أخرى كعلم الفلك والحساب والجبر والطب والفلاحة والفلسفة وغيرها، وقد كان لعلمه بمثل هذه العلوم أثر في فتاواه الشرعيّة، فمثلاً لمّا سئل عن صلاة أهل بلغار أجاب بأنّ صلاة العشاء لا تلزمهم؛ بسبب "أنّه لا يمتد الليل لغياب الشفق الأحمر الذي هو أوّل وقت العشاء في الحديث، بل يطلع الفجر بعد صلاة المغرب وعقبها"، ولمّا سئل عن متوارثين ماتا في يوم واحد في وقت واحد، وكلٌّ في بلد غير بلد الآخر، أجاب: "فإن كانا وقت موتهما وقت الشروق وكانت الشمس في البروج الشماليّة فالذي بمكان خطّ الاستواء هو الوارث؛ لأنّ موته متأخّر بقدر نصف الفضلة، وإن كان وقت الموت وقت الغروب فالوارث من يكن في الاستواء؛ لأنّ موته متأخّر بقدر نصف الفضلة"، ثم استطرد في ذكر تفاصيل فيما لو كانت الشمس في البروج الجنوبية، أو كان الموت وقت الشروق أو وقت الغروب ولا ميل، أو كان الموت وقت الزوال، وهكذا، مما يدلّ على أنّه متقن لعلم الفلك إتقاناً وظّفه في تنزيل الأحكام الشرعيّة على الوقائع المعروضة عليه، وكذلك لمّا قال بكرويّة الأرض تكوّراً غير تامّ قرّر بعض الحقائق الجغرافية".
*تخريج الفروع على الأصول عند الإمام محمد بن يوسف أطفيّش، لسيف بن سعيد العزري.
التعليقات