أنا إنسانة محظوظة برؤية جداتي من الأبوبين، كل واحدة منهن علمتني معنى مختلف عن الشيخوخة والكبر، فإحداهما كانت طيبة جدا إلى درجة الملل ورقيقة كالأطفال وناعمة كما لو أنها في العاشرة، والثانية صارمة جدا لا تأخذ منها ذرة حنان، لكنها كانت على قدر من الدهاء والفطنة والحكمة، حتى أنها تعتبر حكيمة صالحة يأتي الناس إليها لطلب الشفاء، وكنت دائما أسأل لماذا هذا الفرق الشاسع بينهما؟
ألا يفترض أن يكون جميع كبار السن حكماء وطيبين في نفس الوقت؟
اتفاجأ قبل سنوات بقراءة احد مقالات سلافوي جيجك يقول فيه أن معظم الناس أغبياء ومغفلون ومملون، وهذا ما يجعل العالم رتيباً، والأغرب من ذلك أنه يقول بأنه من الحماقة انتظار الحكمة من كبار السن، لأن العمر لا علاقة له بالحكمة ولا حتى تجارب الحياة لها علاقة بذلك، إذ هي شيء غير موجود أصلا، لكن المعرفة التي نريدها منهم قليلة جدا ولا توجد إلا في فئة قليلة منهم.
البشر بشكل عام وكبار السن بشكل خاص قادرون على تعليمنا الإنسانية وليس الحكمة بالضرورة، لذلك لا تتبع نصيحة رجل عجوز لأنه من النادر أن تجد الحكمة فيه، ولكن هو فرصة جيدة لتعلم الإنسانية.
نجد هذا الرأي عند كثير من المفكرين والمثقفين ولا غرابة في ذلك، فقد اثبت التيك توك ذلك بكل شفافية، ومن رأيي، لا يوجد عجوز- بالمعايير القديمة – يمتلك ما يمتلكه شاب اليوم من المعرفة والفهم سواء للعالم والعلم أو للحياة وتجاربها.
الآن أخبرنا : هل تؤيد كلام الفيلسوف أم أنك تؤمن بأن كبار السن بركة وحكمة لا تعوض؟ ما هو أكثر شيء يمكن أن نتعلمه من كبار السن في رأيك؟
التعليقات