لماذا يخاف الرجل الإرتباط بالمرأة المثقفة؟ / سرور العلي

وللآن مجتمعنا يعاني من أنه مجتمع ذكوري

في محاضرة كنت قد استمعت إليها كان قد أشار الدكتور المحاضر أن فكرة الأمر بالتنشئة منذ الطفولة للذكور، بسبب التنشئة غير السوية نجم عنها مخلفات نفسية أنتجت ما قيمته 70% من الرجال في البيئة الشرقية نرجسين، وأعتقد هذا الدافع الذي يمكن أن يكون وراء عدم تقبل الرجل لامرأة أعلى منه في المستوى الثقافي أو العلمي أو الإجتماعي .

والأمر أن الإنسان السوي أكثر ما يفضل أن يكون مع شريك على مستوى من العلم والذكاء والمعرفة .

إضافة لما أضافه الدكتور قائلًا أن الرجل يحب المرأة الخاضعة في المجتمع العربي وينجذب للقوية المتعلمة المتمردة ، وهذا مرجوعه لأساس التنشئة ايضًا .

وأنا كامرأة أرى أن كلامه يتفق بالفعل بمجتمعاتنا فالرجل يحب المرأة الجميلة الخاضعة لآراءه ، ولكن في البيئة الخارجية تراه يفضل التعامل مع المرأة الذكية صاحبة الثقافة العالية .. وهذا من أكبر ممسبات الفشل الزواجي في مجتمعاتنا هو خوف الرجال من الارتباط بما يرغبون ، ظنًا منهم أن الأمر سيمس رجولتهم وهذا بطبع مفهوم خاطئ .

أنا بالعكس أستاذة سرور

أفضل الإرتباط بإمرأة مثقفة وواعية

هذا يجعل حياتنا أسهل وتستطيع فهمي بسرعة

أما غير المثقفة وغير الذكية .. ترتكب الأخطاء وتجعلني دوما أغضب

يفضل كثير من الرجال الإرتباط بالمرأة ذات الذكاء المحدود،

لا أتخيل أن هناك رجل يضع مواصفات فتاة أحلامه أن تكون غير ذكية ، كم هذا خيالي!

إذا أراد الزواج فإنه سيبحث عن الأنضج والأفضل كونه سينتقي جينات جيدة تورث لأبنائه، وسيبحث عن شريكة حياة تشاركه أمور حياته وتتفهمها وتساعده في تخطي العقبات. المرأة الذكية نعمة للرجل. وتجبره على تقديرها واحترامها. أما الرجال الذين يبتعدون عن النساء الذكيات لديهم مشكلة بالتأكيد ربما مستواهم الفكري أو التعليمي محدود لأنه لا يدرك أثر المرأة الذكية على بيته.

كنت أرغب في سماع وجهة نظر مفصلة من رجل مثل ما ذكرتي وجهة نظر الدكتورة ناز.

ولكن برأيي الأمر يعتمد على ثقافة ووعي الشباب المقبلين على الزواج رجل ومرأة، لا يمكننا أن نُجزم بأن فئة الشباب تفضل المراة أن تكون أقل منهم ولا يمكن أن ننكر وجود هذه الفئة. وعلى الرغم من التطور الثقافي الذي وصلنا له لا نزال نفكر من هذا المنطق ونناقش هذه المواضيع، المرأة المثقفة أو المتعلمة هذا حقها ولا يؤثر على كونها أعلى أو أقل من الرجل، ينبغي ان نتوقف عن هذا التفكير.

الرجل سوي التفكير سوف يشجع نجاح شريكة حياته ويفخر بها وبإنجازاتها وبتعليمها ولن يفكر بهذه الطريقة هذا رأيي.

أنا عن نفسي أريد الإرتباط بفتاة مثقفة سيكون من السهل التفاهم معها . لا أعرف كيف يتم قياس نسبة الثقافة نسبيا أظن أنني مثقف بعض الشيء هههه وسيكون جميل أن تكون زوجتي أكثر ثقافة مني لكي أستفيد منها لكنني متأكد من شيء واحد وهي أنها لن يكون مستواها الثقافي أكبر مني لوقت طويل متأكد أنني سأواكبها أو حتى تجاوزها .

لا أدري من هي أول إمرأة جلبت فكرة "الرجل يخاف من المرأة المثقفة" الخاطئة إلى الطاولة لكن على أي حال، الرجل الشرقي ببساطة شديدة لا يهتم بشهادة المرأة ولا بعملها بل يبحث عن الجمال وعن مرأة تصلح أن تكون زوجة وأم لأبنائه لا غير، بالإضافة إلى أن هذه "المثقفات" ولأنهن يمتلكن شهادات يرفعن معايير الإستحقاقية لديهن فتجدها تطلب أن يكون المتقدم طبيباً أو صاحب شركة وهكذا بإختصار يركزن على نخبة الرجال.

بالإضافة لكون المرأة المتعلمة صاحبة الشهادة غالبا ماتنخرط في وظيفة وفئة كبيرة من الرجال ينفرون من المرأة العاملة لعدة أسباب تخصهم.

لماذا يخاف الرجل الإرتباط بالمرأة المثقفة؟

دعونا ننظر للمسألة من جهة نظر نفسية، الامر لا يحتاج الى كثير من التفكير، بل الى كثير من العمل والتصحيح على مستوى عقلي ونفسي وبنيوي، يرجع خوف الرجل من الارتباط الطويل بالمرأة المثقفة الى عقدة نقص دفينة من جهة وعقدة سيطرة وتحكم ، واذ تنتشر هذه الظاهرة بشكل اوسع في المجتمعات المتشبعة بالذكورية اكثر من غيرها.

بالعودة الى بنية الوعي الذكوري، المرأة أقل قدرا وقوة من الرجل، ليس على المستوى الجسماني فقط بل على المستوى النفسي والعقلي ايضا، واي مرأة تفوق الرجل في احدى هذه الصفات تعتبر تهديد وجودي حقيقي لكيانة، ليس من وجهة نظر الرجل فحسب ، لا ، بل من وجهة نظر نساء المجموعة ايضا، فألأم والاخت والخالة لا تقبل ان يكون الرجل من طرفهم في علاقة مع امرأة أقوى منه، مع أنهن نساء ايضا.

على مستوى غريزي ونفسي سوسويلوجي ايضا عادة لا تقبل المرأة برجل أضعف منها، وذلك لحاجتها الطبيعة بالشعور بالأمان والاحتواء، لكن الامان والاحتواء في عقلية الكثير من النساء الذكوريات هو امان جسدي مادي مرهون بعوامل هشة جدا ، مثل وجود جنس مختلف دون الاهتمام لاي تفاصيل عقلية او جمالية او مالية اخرى:----ظل راجل ولا ظل حيطة---وكأن الامان مرتبط بوجود كيان اسمه رجل وانتهى.

هذا التفكير انعكس على عقلية الرجل ايضا ، فمن جهة هو يريد امرأة قوية ولكنه يريد ان يسطر عليها بحكم نزعته التحكمية، وفي نفس الوقت هو لا يريد امرأة تشفق عليه بقوتها حتى لو كانت مطيعية له.

من ناحية احصائية ، اغلبية الازواج يكونون على مستوى متقارب جدا على مستوى الذكاء ، وذلك راجع لأن الذكاء له دور اساسي في الانجذاب الجنسي بين الجنسين، فالذكاء علامة جيدة على الخصوبة عند كلا الجنسين ما سوف يترجم هذه الانجذابات التقرأ كمشاعر في شكل حب لاحقا.

والان بما اننا نعرف ان الذكاء يعني الجنيات الجيدة ، وبالتالي يعني انجذاب أكبر سنجد أن كل الرجال بلا استثناء ينجذبون للمرأة الذكية والمثقفة بالضرورة ويعتبونها جد جدابة ومبهرة وعادة ما يقعون ضحية حبها، لكنهم لحظة الارتباط يخشون من الاقدام على الاربتاط بها بشكل دائم ، لنفس الاسباب تقريبا، فبالاضافة الى ما سبق ، سوف يجد الرجال المحدود الذكاء وبالتالي محدود الجاذبية نفسه محتقرا في عينه وعينها، ولا يككون لذيه الجرأة لدخول في علاقة يعرف انه هو الأضعف فيها، وبما ان الذكاء يعتبر علامة فاصلة في الانجذاب الجنسي، فأخر ما يتمناه الرجل مع شريكته هو أن يكون منفر او غير مرغوب فيه جنسيا، -----على اعتبار انه كائن جنسي بالدرجة الاولى- --- فسيعتبر ذلك جحيما حقيقيا.

لكن كل هذه الاسباب تنطبق على الرجل الذكوري المتخلف ، في حين ان الرجل النتعلم والواقف في نفسه سينجذب الى الأقوى منه ولن يعبر ارتباطه بها ضعفا او اقل مرتبة منها على الاطلاق بل يعتبر انهما واحد وقوتها هي قوته.