تحدثني صديقة لي عن تخوفها الشديد من معرفة خطيبها بأمر السلوليت في جسدها؛ وتحاول البحث عن حل لإخفائه أو إزالته قبل الزواج ولكن الأمر صعب ولا تفلح كل الطرق التي تتبعها، وهذا يتسبب لها في ألم نفسي كبير.

إن حب شخص ما لمجرد أنه هو هذا الشخص أمرٌ أكثر من رائع، ويكون أروع عندما لا يتأثر بالمظهر الجسدي. في حين أنه من الطبيعي أن ننجذب في البداية إلى شخص ما بسبب مظهره، فإن الحب الحقيقي يتجاوز ذلك ويشمل الطباع الشخصية وصفاته الداخلية.

من الضروري أن نفهم أن الجمال وشكل الجسم أمران نسبيان ويمكن أن يختلف تقديرهما بشكل كبير من شخص لآخر؛ فما يمكن اعتباره جذابًا لشخص ما قد لا يكون لشخص آخر. لذلك من الضروري النظر إلى ما وراء المظهر الجسدي والتركيز على ما يهم حقًا مثل الصفات الشخصية.

عندما نحب شخصًا ما على الرغم من جماله أو شكل جسمه، فإننا نظهر أننا نحبه لما هو عليه، وليس فقط لشكله. هذا النوع من الحب غير مشروط وغير قابل للكسر، ويمكن أن يؤدي إلى علاقة أقوى بكثير وأكثر إرضاءً.

في عالم يُعطَى فيه المظهر الجسدي غالبًا أهمية كبيرة، من المهم أن نذكر أنفسنا أنّ الجمال الحقيقي يكمن في الداخل. عندما نحب شخصًا بسبب صفاته الداخلية، مثل لطفه أو رحمته أو ذكاءه، فإننا نقدره على حقيقته ونقدر شخصيته التي تعب في تكوينها والعمل عليها والذي هو بمثابة إنجاز شخصي له. بينما الشكل الجميل ليس بإنجاز على الأغلب وليس هو الشيء الذي يمكن بناء علاقة قوية دائمة على أساسه؛ تعرفون لماذا؟ لأن التجاعيد لا ترحم أحدا.

كان هذا رأيي، فماذا عن رأيك؟ هل الحب فعلًا هو حب الروح بعيدًا عن الشكل والمظهر الخارجي؟ أم علينا أن نكون صريحين ونواجه أنفسنا بأن المظهر الخارجي هو الورقة الرابحة؟