من المؤكد أن كل إنسان منا هو نتاج بيئته المحيطة به والتي تتمثل في العائلة كأقرب محيط للشخص ولكن لا يمكن أن نغفل الأصحاب والذين يعتبرون عند جزء من الشباب وخاصة في هذا الزمان هو المحيط الأقرب للشخص من العائلة لذلك اختيار الصحبة يمثل عامل رئيسي في حياة الشخص وعن مستقبله واهتماماته فذلك الأختيار اذا اتسم بالانتقاء الجيد فهو يدفع دوماً إلى التقدم على المستوى المهني أو التعليمي وحتى الديني .... فمجتمع الصحبة الخيره النجاحة يبني في كل شخص ينتمي إلىه الغيرة الحميدة والحسنة التي تحفز الشخص إلى التقدم والأنجاز والتطوير من نفسه تجبر الشخص إلى البحث عن ما يفعله غيره من أقرانه ويستكشف سبيل نجاحاتهم و مفاتيح تفوقهم فيكون ذلك زاد للشخص للتقدم وللتطوير... وهنا حضر إلى ذهني قصة شهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما علم بأن الرسول صلى الله عليه و سلم طلب التصدق بمال لأمر ما فهنا حدث سيدنا عمر نفسه وقال هنا سأسبق سيدنا أبوبكر رضي الله عنه فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقدمه له نصف ماله ولكن جاء بعدها سيدنا أبوبكر رضي الله عنه وتصدق بماله كله إلى آخر القصة..... بالطبع أن يتصدق شخص بنصف ماله هذا ليس سهلاً على النفس ولكن سيدنا عمر وصل إلى ذلك المستوي لأسباب كثيرة أهمها الصحبة فهو يرى دايما سيدنا ابو بكر يسارع في الخيرات فبيئة الصحبة هنا ومالها من مؤثرات أوصلت سيدنا عمر إلى هذا المستوى .... جئت بهذه القصة لتوضيح مقصدي فإن الصحبة اثرها كبير جدا على الفرد وتتدخل أيضا في رسم مساراه في بعض الاحيان وكما قال رسولنا كريم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
أثر الصحبة على الفرد.
لا أحد يختلف على أنّ الصحبة الصالحة تجلب نتائج جيد ة على صاحبها والعكس صحيح
قبل فترة، سمعت قصة حدثت في المملكة السعودية، حيث قام شاب بإحراق صديقه حيًا، تخيّل ذلك فعل صادر من صديقه. الامر مرعب حقًا. لهذا ينصح دائمًا بأن يحسن الشخص اختيار صديقه.
هناك طرق معينة في اختيار الصديق، مثلا أن يختار الشخص الصديق الذي من نفس اخلاقه وقيمه، أن يكون هنالك أهداف مشتركة بينهما، الأشخاص المثقفين والمحين للعلم وخلافه من الطرق الأخرى.
لا أحد يختلف على أنّ الصحبة الصالحة تجلب نتائج جيد ة على صاحبها والعكس صحيح
لكن يا هدى، في هذا الصدد، ماذا يحدث عندما يكون أحد الصديقين صالحا و الآخر طالحا، من سيجذب الآخر إلى بيئته الأخلاقية؟ أو بالأحرى من سيؤثر على الآخر.
ولماذا سأختار أصلا الصديق الطالح؟ اخلاق الشخص، المحيط الذي يعيش به، معاشرتنا له، كفيلة بأن يخبرني بأنّ هذا الشخص الذي اتعامل معه هو حسن الخلق
من سيجذب الآخر إلى بيئته الأخلاقية؟ أو بالأحرى من سيؤثر على الآخر.
ما أعرفه أنّ الصديق الطالح هو من يجلب صديقه إلى مستنقعه وهي النسبة الأكبر والعكس غير صحيح (ربما نادرًا ما يحدث)
لا شك أن الصداقة إذا صلحت صلحت معها كثير من أمور الشخص، وإذا ساءت تعقدت معها الكثير من أمور الحياة. فكلمة صديق تعني أنني أعطيتك مساحة من حياتي لا أعطيها لأي شخص كان. الصداقة عهد يوقع عليه طرفان ويلزمان بعضهما بشروطه. ابدا ليست سهلة. شأنها شأن الزواج برأيي، قد لا تكون هناك علاقة مقدسة أكثر من الزواج، ولكنهما يشتركان في كونهما علاقتين روحانيتين بامتياز.
هناك مثال مشهور يقول ( الصاحب ساحب ) فمن أهم ما يجب علينا فعله هو الاختيار الصحيح للأصدقاء فيمكن أن نختار أصدقاء يجعلونا أفضل ويشجعونا علي الصالح والتطور أو يسحبونا للضلال و الفساد والتدهور وليس من الخيانة أن يكون لنا لكل مرحلة أصدقاء وهذا طبيعي وذلك لأننا مع تقدم أعمارنا يتغير تفكيرنا ويحدث مع ذلك تغيير لأصدقاءنا ولكن الأهم أن اختيارنا لأصدقاءنا يكون اختيار صحيح
أرى أن الأمر يبدأ من ال"أنا" أو بالأحرى. قل لى من أنت أقل لك من يجب أن تصاحب، فإبن الخطاب رضى الله عنه كان رجلًا صالحًا؛ فاقتدى بالأصلح منه ألا. وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه؛ فكما ترى كلًا يبحث عن ضالته، وهنا يبرز دور الأب فى تنشئة ولده على الإستقامة والتقوى؛ حتى يخرج إلى دنيا الناس. محصنًا يدعو أقرانه إلى التى هى أحسن؛ ويأمرهم بالمعروف .. وكذلك تفعل الأم بإبنتها.
كم لامسني هذا الموضوع و هذا العنوان!
لم أكن استمع للموسيقى أبدًا حتى تعرفت على فتيات ( خلوقات لكن يستمعن للموسيقى) فاستسغتها و بدأت في سماعها، و بعد مرور عام و نصف تركتها بسبب حزني الشديد و رغبتي في العودة إلى الطريق الصحيح، و منذ أن انقطعت عنهن و عن الموسيقى أتمتت حفظ القرآن كاملً في شهرين و لله الحمد و أقوم بالمراجعات بغية الاتقان.
و الآن أنا لا استمع للموسيقى، و شجعت صديقاتى على ذلك.
من الجيد أن تكون بؤرة صلاح لمن حولك، فقط ثق في نفسك و في الطريق الصحيح!
امر ترك الصحبة ليس بالهين وخصوصا اذا مرت سنين على ذلك ولكن ذاك الموقف المتخذ من تجاهك بالترك يجب أن يحفز كل شخص منجرف مغمض العين مع الصحبة دون تفكير أن ينظر حوله ويبصر جيدا الطريق الذي هو مع صحبته هل هو الطريق الصحيح المستقيم أم غيره لأن في نهاية كل طريق لن يكون هناك صحبة وسيكون كل منا بمفرده لذلك من العقل أن يفتش المرء عن الطريق الذي هو فيه قبل الوصول إلى خط النهاية.
نسأل الله الهدايه
هذا صحيح، لكن يكونو أصدقائي منذ مدة طويلة، لكن إذا تطلب الأمر تغيير الصحبة بهدف تقوية الوازع الديني فهذا واجب على كل مسلم و من هنا أتى القرار بالابتعاد عن الموسيقى بشتى أشكالها و ثم توعيتهم، لا تنسى الأصدقاء من الهداية أبدًا، و لكونهم أصدقائك سيتقبلون كل النصح منك. أرجو من الله الهداية لنا أجمعين. و في بعض الأحيان لا تتبين هذه الخصائص من سماع الموسيقى و في بعض الأحيان ( الألفاظ النابية ) بين الأصدقاء إلا بعد مرور فترة اعتياد بينهم فتظهر هذه الخصال و يجب علينا وضع هذه النقطة في عين الاعتبار ( المدة الزمنية ) ، و أنا لا أرى أن الموسيقى في حد ذاتها غيرت من أخلاقهن لكن وجب التنويه بحرمانيتها و توابعها النفسية، الاستغناء عنها جعلني أكثر تركيزًا و استطعت بذلك حفظ القرآن الكريم و ختمه في شهرين و لله الحمد.
في النهاية الصحبة الصالحة تبقى طريقًا للجنة.
التعليقات