حين تُذكر فلسطين، تقف الكلمات مشدوهة أمام عمق الجرح واتساع الأمل. لكن السؤال الأهم: ماذا يمكن للفرد العادي، بلا سلاح ولا منصب ولا مال وفير، أن يفعله لنصرة هذه القضية المقدسة؟ في كتابه فلسطين.. واجبات الأمة، يرفض الدكتور راغب السرجاني أن يبقى التعاطف مع فلسطين مجرد شعور داخلي أو منشور على وسائل التواصل. إنه ينادي بتحويل الألم إلى أفعال، ويؤكد أن لكل فرد دورًا، مهما ظن أنه صغير أو غير مؤثر. فالمعلّم يمكنه أن يُنشئ جيلًا واعيًا بالقضية من خلال
الإنسان العربي المعاصر: بين جذور الماضي وآفاق المستقبل
في زمن يتغير بسرعة الضوء، يجد الإنسان العربي المعاصر نفسه في قلب عاصفة وجودية عنوانها: "من أكون؟". سؤال بسيط في ظاهره، لكنه يعكس أزمة عميقة، أزمة هوية، تتأرجح بين جذور الماضي وضغوط الحاضر وضبابية المستقبل. بين الأمس واليوم: من الثبات إلى السيولة في الماضي، كانت هوية الإنسان العربي واضحة المعالم. كان يعرف نفسه كجزء من أمة عربية إسلامية، ذات حضارة ممتدة، لغة مشتركة، وقيم راسخة مستمدة من الدين والتقاليد. لم يكن بحاجة إلى تعريف نفسه أمام العالم، فقد كانت حضارته
رحلتي من الشك إلى الإيمان - د. مصطفى محمود
"لم أكن ملحدًا… كنت فقط أبحث عن الله بطريقتي." بهذه الكلمات الصادقة يبدأ الدكتور مصطفى محمود رحلته الفكرية الفريدة. لم يكن تمرده على الدين، بل على القوالب الجاهزة، على الإجابات المحفوظة التي لا تُشبع عقلًا يرفض السكون. قضى سنوات بين الكتب والتجارب، يبحث عن خيطٍ واحدٍ يمسك به في هذا الكون الغامض. ومع كل جواب، كانت تنفتح أمامه أبواب جديدة من الأسئلة. في زمنٍ أصبحت فيه كلمة "العلم" بمثابة الإله الجديد، كان مصطفى محمود غارقًا في الفيزياء، الأحياء، الفلك، يتأمل
إيمان تحت الرماد: أغبوغبلوشي بين التسمم واليقين
إيمان تحت الرماد: أغبوغبلوشي بين التسمم واليقين مؤخرًا، شاهدت وثائقيًا مؤلمًا عن منطقة تُدعى أغبوغبلوشي، تقع في قلب العاصمة الغانية أكرا، لكنها أشبه بجحيم أرضي لا يعرف الرحمة. هذه البقعة تُعد من أكثر الأماكن تلوثًا على وجه الكوكب، وتُعرف عالميًا بأنها مكب نفايات إلكترونية، حيث تُلقى مخلفات العصر الرقمي من مختلف أنحاء العالم: حواسيب منهكة، وهواتف معطلة، وأجهزة منزلية تفقد قيمتها هناك لتُستبدل بمآسٍ بشرية. وسط هذا الخراب الكيميائي والبيئي، حيث الهواء مشبع بالكادميوم والرصاص، والأرض تختنق بالديوكسينات، تعيش فئة