الدولة العربية المجهولة .

تعرفت من فترة قريبة على فتاة من موريتانيا، لاحظت خلال حديثي معها أنني أنبهر وأستغرب كثيرًا من المعلومات التي تقولها عن البلد التي وُلدت وتعيش فيها منذ عشرين سنة. لموريتانيا حقًا ثقافة فريدة ومختلفة عن كل الثقافات العربية.

أعتقد أنهم منغلقون قليلًا على أنفسهم، وعدد السكان بها قليل للغاية.. أرى كذلك أنّ ثقافتهم المختلفة قد جعلتهم يشعرون بأنهم لا ينتمون إلى فئة معينة.. هذا مجرد رأي، لكن لا أعلم إذا كان هذا التخفي مقصود وما الغرض منه إن كان كذلك.

موريتانيا هي جارتنا الجنوبية و أنا أسمع بعض الأحيان عنهم في الأخبار إذا ما زارهم وفد من عندنا أو ما شابه من الأخبار السياسية بسبب القرب. أعرف أيضا نوعية لباسهم لأنّه يشبه كثيرا لباس سكان الجنوب لدينا. سبق أن عرضت جريدة إلكترونية أتابعها شعرا كتبه أحد الموريتانيين مساندة للطفل ريان الذي اشتهرت قصته منذ بضع أشهر. أعرف أيضا أنّ عدد سكانهم قليل جدا كما سبق أن درسنا في الجغرافيا عن مستوى الفرد من الماء عندهم في درس عن مشكل الماء في الدول العربية. باختصار، لدي بعض المعلومات عنها لكن أتفق في أنّها مغيبة كثيرا إعلاميا ربما بسبب سياستهم المنغلقة.

تعرفت على هذه الدولة من عمل احد اقاربي في الجامعة الإسلامية هناك، والحقيقة أن هذه الدولة لها طبيعة خاصة تتفرد بها عن باقي الشعوب العربية.

وهي دولة مسالمة إلي حد كبير وتتمتع بخصائص محددة لطبيعة مجتمعها واهتماماتهم بما في ذلك العوامل الإقتصادية السيئة في تلك الدولة.

أن لا نعرف موريتانيا لا يعني أنّها غير موجودة على الخارطة العالمية، على الاقل في الأدب وفيما أعرف، فمثلاً في الأدب الموريتاني تميّز عن الأدب العربي عموماً مع احتفاظه وحفاظه على مشتركات كثيرة، وقد لا يكون مشهوراً بذات طريقة الأدب العربي، لإنه لا شك في أن ثمة جملة من الصعوبات التي تقف في طريق الأدب الموريتاني، وتجعل الاقتراب منه، والتعرف إليه، وتكوين نظرة حقة عنه أمراً عسيراً. ومنها على سبيل المثال أن أغلب أدب موريتانيا ما يزال مخطوطا حبيس الرفوف في الخزائن الخاصة، والمكتبات العمومية بحسب وصف الدكتور فريد أمعضشو.

ولمعرفة هذا الأرث مثلاً يمكننا أن نطّلع على كتاب (الوسيط في تراجم أدباء شنقيط) لأحمد بن الأمين الشنقيطي

وهناك في العصر الحديث كتّاب جيدين أمثال: عيشة بنت أحمدو - موسى ولد ابنو - والشاعر المختار سالم.

أى بلد من بلدان العالم تنهج نهجاً معينا فيما يتعلق بسياساتها الداخلية والخارجية والتجارة والسياحة وخلافه كما أن لكل فرد منا أسلوبه الخاص فى التعامل مع المجتمع .

موريتانيا بلد مساحتها جيدة حوالى مليون كيلو متر مربع , تعداد سكانها حوالى خمسة ملايين نسمة وهو عدد قليل جداً بالنسبة لمساحة الدولة .

موريتانيا شديدة الجفاف قائمة على الرعى كانت تعانى من الاحتلال الفرنسى حتى تحررت منه عام 1960 م .

أعتقد أن بلدة بمثل هذه المقومات ستفضل أن تكون بعيدة عن الصورة حتى تتهيأ لها الظروف بناتج محلى جيد قائم على كفاءات سكانية جيدة .

دعنى أوضح لك أكثر معدل الكثافة السكانية هناك 3 أفراد لكل كيلو متر مربع على عكس منطقة الشرق الأوسط تماماً .

موروتانيا دولة عربية وأفريقية، تتمتع بطبيعة هادئة وفيها مناظر خلابة قد يذهب الفرد إليها ليستمتع بالراحة والهدوء الكبير. لا تزال تعتبر من الدول النامية، إلا أن لديها وموارد وبنية تحتية جيدة وتستمر في التطوير والازدهار. أسمع كثيرًا عن سكانها وانهم طيبين القلب بشكل كبير، نظامهم الصحي عام لكن هناك ازدهار ملحوظ في المراكز الخاصة. التعليم فيها عام لكن نظرًا لقلة وجود المدارس فيها فهناك نسبة متوسطة من يذهبون للمدارس بسبب صعوبة التنقل أيضًا وتكاليف الدراسة. معدل الأمان فيها متوسط حال البلاد العربية الأخرى.

أعتقد ان طبيعتهم الهادئة هي من تجعلهم مجهولين نسبيًا.

موريتانيا دولة عربية بالطبع ومعروفها بسحرها الخلاب من مناظر طبيعية ومناطق صحراوية ولا يتجاوز عدد سكانها 4 مليون بالرغم من مساحتها الكبيرة إلي حد ما ولكن الدولة مقلة في الظهور الإعلامي كما أن الشعب الموريتاني له ثقافته الخاصة المختلفة عن شعوب الدول المجاورة والتي تستحق الاحترام.

هي بلد المليون شاعر شنقيط مهد الحضارة مكان العلم والعلاماء أشتهرو بقوة الحفظ وسعة الإطلاع فلا تكاد تجد باحثا مهتما إللا ويعرف موريتانيا جيدا ففي مجال العلوم الأدبية والشرعية نحن رائدون منذو قرون والتاريخ خير شاهد ...

لاكن للأسف وبسبب فساد أنظمتنا وحكم العسكر لنا غُيبنا إعلاميا ...مع وجود نهضة أو صحوة في الجيل الجديد نرجوا أن تكون فاتحة خير ....

لا شيءَ يجعل موريتانيا حاضرةً في الإعلام!

ليست بها كثافة سكانية معتبرة، وليست دولة متقدمة بالمعايير الحديثة، وهي في الأطراف جغرافيا.

كموريتاني، أسمع أحيانا انطباعات من هذا النوع: "موريتانيا مظلومة إعلاميا" و"يتم تجاهلها عمدا". وأستغرب تلك العبارات؛ لأن اهتمام الشعوب العربية بعضها ببعض لا يتم تنسيقه عبر الحكومات بل هو حر؛ الفرق هو أن هنالك دولا لديها عوامل جعلتها حاضرة في اهتمامات الشعوب؛ مثل الكثافة السكانية أو الثروة أو الموقع الجغرافي... ولم تكن موريتانيا من بينها.

ثمة عامل آخر لا يمكن تجاهله، وهو أنه في موريتانيا مكونات غير عربية، ولا أتحدث هنا عن العرق؛ لأنه في المغرب العربي كله يوجد الأمازيغ ولكنهم يتكلمون العربية. الفرق أنه في موريتانيا توجد مكونات غير عربية ولا تتحدث العربية. وهو ما جعل موريتانيا أكثر صلة بدول غرب إفريقيا.

إذن هنالك عوامل تجعل موريتانيا بعيدة عن اهتمام العربي، وليست هنالك مؤامرة ولا هم يحزنون!

موريتانيا دولة عربية مسلمة عاصمتها نواكشوط ، وهي فقيرة إقتصادياً.

وحول الثقافة ووسائل الإعلام فلديها قنوات فضائية على قمر العربسات.

"إتركوها تعيش بسلام"