استغرقتني الايام السابقة فكرة كم نحن بارعون في تقسيم البشر وفي كل شيء !

كان منشأ هذه الافكار اطلاعي على عدد من الدراسات قام بها علماء نفس وسلوك حول سبب فشل بعض الأشخاص ونجاح آخرين.

في إحدى الدراسات لعالمة النفس الدكتورة كارول دويك من جامعة ستانفورد قامت بعمل تحدي بين طلاب المدارس الثانوية بألغاز تراوحت بين السهل إلى الصعب. والذي ادهش الباحثون ، هو تبنى بعض الطلاب للفشل والتعامل معه على أنه تجربة تعليمية ، وكان هذا الموقف الإيجابي هو ما صاغته دويك لاحقًا باسم "عقلية النمو".

وقالت إن عقلية النمو تدرك أن الانتكاسات جزء ضروري من عملية التعلم وتسمح للناس "بالارتداد" من خلال زيادة الجهد التحفيزي. وأن هذا النوع من العقلية يرى أن "الإخفاقات" مؤقتة وقابلة للتغيير ، وعلى هذا النحو ، فهي عقلية ضرورية للتعلم والمرونة والتحفيز والأداء.

كم هم رائعون اصحاب عقلية النمو ، ولكن قلبي مع الاخرين المغضوب عليهم اصحاب العقلية الثابتة، لماذا؟

الجميع يمدح عقلية النمو ويرثى لأصحاب العقلية الثابتة، برغم أنهم جزء من الحياة وهم من أحد الأوجه مجني عليهم ، لقد ساهمت البيئة الاجتماعية المحيطة بهم في تكوين عقليتهم بهذا الشكل، كما أنهم ايضا لديهم مميزات.

إن العقلية الثابتة تعتقد أن الذكاء ثابت - لذلك إذا لم تكن جيدًا في شيء ما ، فسوف لن تكون جيدًا فيه أبدًا ... ألسنا نحن من قلنا : رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه ، ثم نلومهم عندما يصدقون مقولتنا!!

يرفضون المساعدة من الآخرين عندما يعرضونها عليهم ... ومنذ متى كان الاعتماد على الذات، عيبا!

لا يقومون بمخاطر قد تعيق نجاحهم في المستقبل .. من خاف سلم أليس كذلك؟

يتأثرون بالتعليقات السلبية، ويحتاجون تأكيد ممن حولهم أنهم جيدون وأكفاء، ولذا فهم يهتمون برأي الناس فيهم وفيما يفعلون .. ألا يعني هذا انهم حساسون أو واجهتهم الحياة بصدماتها وتركت في نفوسهم جروحا غائرة.

وحتى لا يعرضون أنفسهم لتعليقات سلبية نجدهم لا يحبون التحديات ولا يحبون أن يتم انتقادهم عند القيام بالمهمة. إنهم يركزون دائمًا على نتيجة شيء ما بغض النظر عن مدى جودة أدائهم وعما بذلوه من جهد. 

يرجعون أخطائهم إلى شخصيتهم ("أنا لست جيدًا في هذا النوع من الأشياء.") بدلاً من العوامل الخارجية ("كان هذا أصعب مما كنت أعتقد ، ولكن إذا كان بإمكاني منح نفسي المزيد من الوقت والدعم").

ما اريد قوله إن امتلاك عقلية ثابتة ليس بالأمر السيئ. بل هناك بعض "المزايا" لذلك:

إنها تمنح صاحبها الشعور بالانتماء لبيئته ومجتمعه وكل ما يحيط به لأنه يعتبرهم جزء منه.

الأشخاص الذين لديهم عقلية ثابتة يمكنهم بسهولة العثور على مكانتهم في أي موقف. وقد لا يكونون مهتمين بموضوع معين، لكنهم سيقومون به جيدًا على أي حال لأن هذا هو الدور الذي حددوه لأنفسهم.

بفضل هذه العقلية وضغط الوقت ، سيفعل هؤلاء الأشخاص أي شيء ضروري لتحقيق أهداف قصيرة المدى - حتى لو لم يكن للهدف المذكور أي علاقة بهم كأفراد.

العمل بالنسبة لهم أسهل لأن النهج المتبع فيه تم تحديده والاتفاق عليه.

مع العقلية الثابتة ، يمكن للشخص التوقف عن القلق بشأن الأفكار الإبداعية وأي شيء خارج وظيفته وهذا يعني أنهم لن ينخرطوا في تفكير ماذا لو (الذي قد يضلهم عن خطتهم) ، ناهيك عن قضاء وقت غير ضروري في محاولة أن يكونوا أكثر فعالية في نشاط غير ثابت.

الأمور واضحة ، ودائمًا ما يكون هذا مجرد مسار أو مسار آخر - أحدهما ليس أفضل من الآخر ، وكلاهما جيد ولكن يجب إنجاز العمل.

يبذل الأشخاص ذوو العقلية الثابتة قصارى جهدهم حتى لا يرتكبوا أي أخطاء أو حسابات خاطئة. على الأقل حتى لا "يخرجوا عن المسار الصحيح" بسبب نوع من التأثير الخارجي الذي كان من المستحيل التنبؤ به على أي حال.

نظرًا لأن الشخص الذي لديه عقلية ثابتة قد قرر بالفعل ما سيفعله وكيف سيلصق نفسه فقط في المواقف التي لا يتم فيها التشكيك في أفعاله ، فسيحاول تجنب الفشل بهذه الطريقة.

والان يا أصدقاء، ما رأيكم فيما ذهبت إليه ؟ وهل تعتقدون بالفعل أنه يمكن للطريقة التي نفكر بها في أنفسنا وقدراتنا أن تشكل حياتنا؟