90% من المحتوى الذي يتم إنتاجه على السوشيال ميديا محض هراء (لا فائدة منه)!

أريد أن أنتقد أمراً مُهماً في هذا الموضوع، دائماً ما أسمع مصطلح المحتوى المفيد والمحتوى السخيف، لكن للأمانة لا أعرف الخط الفاصل بين الأمرين وإن كان الكل سيرى بداهةً أنّ هُناك خط.

من يُحدد فعلاً أنّ هذا محتوى سخيف وليس مفيداً؟ برأيي لكل أمر زاوية ولكل شيء رؤية تخصّ مُتابعها وحده، لأضرب مثال عن ماذا أتكلّم، مثلاً: حين نشاهد فيديو مثلاً لأهداف قديمة من مباريات قديمة.

التلقّي سيكون مختلفاً لهذا الأمر:

• متابع رياضي: سيهتم
• متابع يبحث عن الترفيه: سيستمتع.
• متابع يحب التنس: سيرى الموضوع عادي
• متابع غيّر شغفه مؤخراً ولم يعد يمارس اللعبة: سيحزن!
• أب يُحرّض أولاده للدراسة: سيرى ما يُشاهدونه سخيف.

بهذا مثال بسيط جداً ويمكنني أن أضرب أمثلة أهم وأهم وكل ذلك يوضّح التفاوت الغير طبيعي بالأراء والتوجّهات، لذلك من هو الذي يستطيع فعلاً أن يُحدد معيار واضح وقابل للقياس لفرز هذه المنتوجات وهذا المحتوى الضخم العالمي، أرشيف كامل عالمي يمكننا التعامل معه بهذه الطريقة، فهل يمكننا فعلاً اتخاذ نظرية 90% قدوة لنا في هذا؟ أشكّ طبعاً في احتمالية نجاح الأمر أو تصوّره فقط.

أعتقد أن قانون ستورجيون (Sturgeon ) لا يبالغ على الإطلاق، خاصة فيما يتعلق بنوع المحتوى على السوشيال ميديا؛ لأن حتى صفحات المواقع الإخبارية لا تعطي الزائر محتوى جديد، هي فقط تعيد نشر كل شيء منشور بالفعل على موقعهم.

ما يفعلوه هو جذب الناس وبالتالي جذب المعلنين

من وجهة نظري أرى النسبة تتعدى ال 90٪ فحقيقة العفن الموجود والذي لا يستحق عليه أن يطلق عليه محتوى ويراه بعض الآفات من الناس ذات الأفكار المنحطة والبذيئة، بالله عليكم ما الفائدة التي تجنى من ذلك غير الانحطاط الأخلاقي، واحدة تقدم الروتين اليومي بلبس فاجر وحركات كلها سفالة وانحطاط تركز بها الكاميرا على مفاتن جسمها القبيحة، ثم حصيلة ذلك متابعين بعشرات الآلاف من هم على وساخة فكرية قل لي مافائدة هذا المحتوى القذر والباهت والذي صار يقلده ويعمل به الكثير؟!

محتوى آخر يقوم على رقص مبتذل وحركات دنيئة بلباس أقل ما يكون أو بدون، والمتابعين بعشرات الآلاف، قلي مالفائدة؟!

محتوى يعتمد على تخويف وخداع الأشخاص أو تقديمهم بغباوة بغرض الاضحاك وتجد المتابعين بعشرات الآلاف، قلي مالفائدة؟!

محتوى تقوم به واحدة تعرض نفسها في ملابسها اظافرها وأجزاء جسمها وكيف صارت بعد التنفيخ وكيف تمشي وتتحدث بلا حياء وخجل تصف عوراتها وكيف صار المعجبون يلهثون وراءها، قل لي مالفائدة؟!

وآخر يعرض للناس قوته وكيف يخشاه الجميع من بطشه وآخر يسرق ويحتال وينصب وآخر يحكي عن أعراض الناس ويخوض في خصوصياتهم وآخر يسب ويلعن وآخر يقدم الأكاذيب، وآخر يتجه لنشر المثلية وآخر يقدم أطفاله ماذا يعملون قل لي مالفائدة؟!

حتى العناوين أصبحت تعتمد على الأكاذيب والكلمات البراقة والسافهة لجذب الناس قلي ماذا يستفيد الناس من هؤلاء غير الضياع الأخلاقي وتمزق الحياة. والمصيبة الأكبر اتساع هذه الرقعة من المنحطين بلا رادع ولا رقيب وما نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم وفي كل من يعينهم.

نسبة 90% نسبة عالية ومبالغ بها، هي نسبة تقديرية لكن هذا لا يعني أنها غير صحيحة. تعلمت خلال فترة عملي ككاتب محتوى أن أكون انتقائيًا في معلوماتي أيضًا لهذا عندما أرى معلومة فأحرص على التأكد من المصدر الرسمي لها لأنها ممكن ان لا تكون صحيحة والكثير ينطبق على نفس المثال.

بالنسبة للسوشيال ميديا؛ ما ينتشر بشكل كبير غالبًا يكون بدون فائدة نعم، ممكن ان السبب هو ان الأشخاص أصبحوا يبحثون عن التسلية هناك بشكل أكبر من أي شيء لا أعمم لكن عندما نرى صفحات ما يتم تسميتهم ب"مؤثرين" يكون المحتوى شخصي الذي يقدموه ولا فائدة للمشاهد غير وسيلة تسلية، لكن أيضًا نلاحظ ارتفاع أرقام ومشاهدات هؤلاء الأشخاص، لهذا أرى ان تفكير أي شخص يريد ان يحصل على مشاهدة أو أن يصبح "تريند" يلدأ إلى عمل وتقديم محتوى يوميات خاصة، انا كمشاهد او متابع ماذا سأستفيد من أحداث حياتك؟ كما ونلاحظ أن المحتوى عديم الفائدة ينتشر بشكل أسرع ويحصل على نسبة مشاهدات عالية خلال ساعات قليلة :)

اتفق مع نظرية ستيرجيون لان فعلا معظم بوستات و فيدوهات السوشيال ميديا يكون كلام هش القشرة قصير العمر ضعيف التأثير