في الآونة الأخيرة وخاصة في المجتمع العربي طرأ تغيير كبير على المرض النفسي، ومدى التقبل المجتمع والناس له، واعتباره أمرًا طبيعيًا لا يحتمل أي إهانة أو وصمة عار لصاحبه.

تغييرات كبيرة لدرجة أنه صار شيئًا طبيعيًا أن تجد اعترافات متتالية من المرضى بحقيقة أمراضهم على الملأ - أنا بذاتي فعلت نفس الشيء - ربما بحثًا عن الدعم، ربما رغبة في إزاحة ثقل عظيم عن صدورهم، أو أي سبب آخر. ولكن التغيير الذي فاق الحد ولم يُقبل من أغلب أطباء المرض النفسي حتى هو خروج طبيب هنا أو هناك بمقاطع فيديو طويلة لمقابلات مع مرضى حصلوا على العلاج إما معه أو مع طبيب آخر، تعرفوا على حقيقة مرضهم واستطاعوا الوصول إلى بر الأمان تقريبًا، فيبدأ المريض في سرد ما عاناه قبل التعرف إلى مرضه، وما طرأ على حياته من انقلاب جذري بعدما عرف حقيقة ما ألم به، كيف تغلب عليه، كيف واجهه، كيف يقضي عمره بصحبته ... الخ. 

استنكار منبعه من الإيمان بأن الطبيب من المفترض أن يكون (ستر وغطا) لمرضاه، فيعينهم على مواصلة حياتهم بدون الشعور بأنهم غير طبيعيين، أو مختلفين عن كافة البشر. ومقطع كهذا كفيل بإحالة حياة المريض إلى جحيم حين يرفض الجميع التعامل معه، أو يقومون بوصمه بمرضه. أضعف الإيمان أن مرضه سيكون ذريعة لإلقاء التهم عليه، ووصمه بالعديد من الأوصاف الشنيعة. ليس كل البشر طيبين، حتى وإن تقبل الأقارب مرضه فإن الغرباء في الأغلب غير متوقع نفس الشيء. 

آخرون اعتبروا أن فعل كهذا هو تسويق من الطبيب لذاته على حساب المريض وهو شيء معيب. 

أنتم ما رأيكم، تتفقون أم تختلفون؟ هل هنالك فائدة قد تعود على الشخص بذاته، وعلى المجتمع ككل من محتوى بهذا الشكل؟