الناس يبحثون عن الحب دائما بمعنييه العام والخاص و على ذكر الخاص إن كان سبيله الزواج و تاجه الحلال ، وإلا فهو عذاب ، فهل غايتنا هي الحب ثم نتيجته الزواج ، أم أن غايتنا الزواج ونتيجته الحب .

لطالما سمعنا بعبارة تزوجته أو تزوجتها على غير حب ، أو زواج تقليدي ، و كثير منا يرجع أسباب الطلاق إلى هذا الأمر ، وكأن الذين يتزوجون عن حب تدوم عشرتهم أكثر بلا معارضة .

الحب الحقيقي بعد الزواج لأنه عادةً خالٍ من المصالح ، وتظهر فيه شخصيتي الزوجين الحقيقيتين ، أما قبل الزواج فكل يحاول الظهور بأحسن حال ، ثم يصطدم كلا من الزوجين بالواقع ، فهنا تظهر قوة الحب ، فإن كان حبا حقيقيا فإنه يمرض ولا يموت ، وإن كان من الأساس مجرد شعور عابر أو ملئ فراغ عاطفي فإنه يندثر في أول هبة ريح تعصف به .

أما بعد الزواج فهو لم يعدها ولم يكذب عليها ولم يصور نفسه بطلا شعبيا و لا غيره وهي أيضا ، فتبدأ الأسرة في التكون ، فلابد من تضحيات وتنازلات ، حتى تستمر العلاقة ، ويبدأ كلاهما بالتعلق بالآخر ، فكلاهما لم يذق حب الآخر إلا في تلك الأيام ، إذن فالحب نتيجة من نتائج الزواج و ليس غاية نبحث عنها ،.

سيقول أكثركم أنت قلت الناس يبحثون عن الحب إذن فهو غاية ، نعم هو غاية لمن لم يذق الحب الحقيقي فمن عرفه علم أنه بعد الزواج ، سماه الله مودة ورحمة و سكنًا ، فهو يأتي بعد العشرة الطيبة ، أما الذي يبحث عنه الناس فقلما يحافظون عليه ، فهناك فرق بين أن تبحث عنه وبين أن تعيشه .

سيتم إنتقادي لا محالة