أنا طالب علمي إلا أن مادة الأدب عندنا مطلوبة إجبارية وهي عسرة الحفظ والفهم عندي لأني أرى الجفاف فيها وصعوبة الأسئلة فألفاظ نحو عذوبة الكلمات ورقة الموسيقى وجمال المعنى ورصانة البناء وولع بالطبيعة ووله رومانسي تفقدني عقلي وأنا مرغم لحفظها لذا أنا أتساءل عن أي نصيحة لحفظها
أريد مساعدة بالدراسة
أهلا بك... وفقك الله... منذ سنوات طويلة كنت مثلك طالبة علمي وكنت لا أحب المواد الأدبية ماعدا (مادة الأدب العربي) والحقيقة أن معلمتنا كانت تعطينا المادة بحب وكانت محبة فعلا للمادة وتحكي لنا قصص القصائد والأشعار التي كنا نأخذها.... بالإضافة أن عليك أن تعلم أن الاهتمام بالجانب العلمي فقط قد يجعلك محدود الفكر،،، عليك بتطوير الجانب الفكري و اللغوي لديك وهذا يتطلب بعض الاهتمام بالمواد الأدبية المليئة بالمصطلحات والألفاظ القوية التي تجعل لديك مخزون لغوي كبيروكذلك لباقة في الحديث،،،،،
حالياً أصبحت ميولي أدبية أكثر من كونها علمية وتلمست جمال هذا الجانب وأهميته في صقل عقلي وفكري و لغتي.
عليك إعادة النظر للمادة من جانب آخر لتحبها أكثر،،،، أدخل لمقاطع ومنتديات واقترب أكثر من الأدباء ومحبي هذا المجال وستجد نفسك تلقائيا تأثرت بهم،،
وما أذكره أن والدي كان يذهب بي للنادي الأدبي في مدينتي مع أني كنت غير مهتمة تماما بهذا الجانب،،، لكن عندما وجدت تلك الأناس المهتمين بالأدب وكيف حبهم وعطاءهم لهذا المجال تأثرت بذلك ،،،
بالتوفيق
الشاعر هنا عبد الرحمن شكري صاحب المازني و العقاد الذين أسسوا مدرسة الديوان في الأدب و النقد. هذه المدرسة مدرسة رومانتيكية يا عزيزي لا تقرض شعرا إلى في النفس و في الطبيعة و في تجاوب النفس مع الطبيعة وما حولها. لا تكتب في الأجتماعيات ولذلك تجد شكري ها هنا يتحدث إلى أوراق الشجر وهذا هو المعنى الظاهر و لكنه يقصد سني عمره الضائعة فكما تتساقط أوراق الشجر في الخريف تتساقط سني عمره. أليس الأنسان منا يمر بفصول لعمره مثل فصول النسة من صيف و ريبع ثم خريف ثم شتاء؟! الشاعر هنا يندمج في روح الطبيعة ويتمثلها ويعبر عنها وعن نفسها بالحديث إليها. فهذه هي النزعة الرومانتيكية الحالمة.
أووه، أعتذر على هذا الخلط، الشاعر في الصورة الاولى هو ميخائيل نعيمة في قصيدته " تناثري تناثري " أما الثانية فهي لعبد الرحمن شكري.
ألا ترى أن هذا معقد نوعًا ما بالنسبة لطالب بالثانوية علاوة على كونه علميًا لا أدبيًا؟
لا تعتذر ولا يهم . فسواء ميخائيل نعيمة أو شكري فكلهم رومانسيون أي يتبعون النهج الرومانتيكي الإنجليزي أو حتى الفرنسي اللذين تأثروا بهما.
ألا ترى أن هذا معقد نوعًا ما بالنسبة لطالب بالثانوية علاوة على كونه علميًا لا أدبيًا؟
وفقك الله وأعطا ما تتمنى. لا يا صديقي لست معك. الأمر بسيط ولا يحتاج منك إلا أن تنظر فعلاً إلى الزهور و الطبيعة لا نظرة تشريحية عملية تستفيد منها بل نظرة حانية نظرة من يحس بإحساسها. ألا تحزن يا صديقي عندما يقطف صاحبك وردة من بستانها ثم تذب في يده وبعد أيام تجدها ملقاة على الأرض جثة هامدة؟ أليس للوردة حياة وهي تتنفس و تنمو وجزء من الطبيعة؟ عليك أن تنظر للطبيعة تلك النظرة لتحس كما كان يحس تلكم الشعراء. أما التعابير و الأساليب و مواطن الجمال، فأنت ستجدها سهلة بمجرد أن تحس إحساسهم.
دعني أسألك سؤالاً: هل معنى أنك علمي أنك لا تتعاطف ولا يجب أن تشعر بمواساة لاحد أو لمظهر من مظاهر الطبيعة؟ فإبراهيم ناجي الشاعر الرومانتيكي الكبير كان طبيبا و كذلك أحمد ذكي أبو شادي و غيرهم! لابد أن توسع أفقك وتعدد نظرتك للحياة فلا تنظر من زاوية واحدة. أليس الطبيب أو من يجري تجارب في المعمل إنسان في النهاية يحزن و يفرح و يشم الورود و يستمتع برؤية القمر و النجوم في ليالي الصفو؟ عليك أن تعيش كإنسان أولا لتحس بما أحس به نعيمة أو شكري أو غيره يا صديقي.
التعليقات