أصبحنا نعاني و بشدة وخاصة في ورشات العمل من أخذ الأشياء وحتى الملابس وحتى الأكل ، دون إذن صاحبها ، قبل أيام أخذ أحدهم قهوتي ، كيف للناس و خاصة في وقت المرض ، أن يفعلوا هذا ، المشكلة أنه أخذ القهوة و ذهب ، لم يكتفي برشفة ، المسألة ليست مسألة قهوة ، المسألة مسألة مبدأ ، صديقي أخذوا حذاؤه ووجد الكيس الذي كان فيه الحذاء مرميًا في طابق من الطوابق العليا ، ومبدؤهم أنها إستعارة إن وجدتها عنده، الأمر أصبح لا يطاق ، مرة أحدهم أخذ علبة الأكل وكانت فارغة ، وعلبة زيت لإشعال النار ، وعندما سألته أنكر ذلك ، يأخذون حتى الملابس ، أنا أعلم أن الموضوع تافه ولكن لابد وانكم إصطدمتم بمثله
أخذ أشياء الآخرين ( إستعارة دون إذن )
لا أعلم ولكن لا تبدو لي هذه استعارة أبداً، بل على العكس تماماً هي سرقة مغلفة بتبرير لا يمت لها بصلة، ولا أعتقد أن السكوت حيال هذه التصرفات هو تصرف صحيح بل من المهم اتخاذ إجراءات صارمة حتى لا يعتاد هؤلاء الأشخاص على فعلهم ويألفوه، سواء أكان ذلك بمواجهة الشخص والتعبير له عن انزعاجك من هذا التصرف، أو من خلال تقديم شكوى للجهات المسؤولة للبت في مثل هذه التصرفات غير المهذبة ومحاسبة مرتكبيها، أو على الأقل الإحتفاظ بالممتلكات الشخصية بعيداً عن أنظارهم .
أتعلمين يا تقوى لقد توقفت عن شرب القهوة ، رغم أنني أحبها و تنشطني في العمل بسبب هذه التصرفات ، تتخيلين أن قارورة الماء صرنا نخبئها و نشرب خفية ،
لقد انتصروا عليك .. هل يرضيك ذلك ؟
لابد أن يتم إيقافهم عند حدهم، ألا يوجد أي جهة عليا يمكن اللجوء إليها لتقديم شكوى في المؤسسة، قد ينتابك شعور بأن الأمر لا يستحق ولكنه ليس كذلك، بل ينبغي تنظيم سلوكيات الزملاء حتى لا تحدث مشاحنات تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية .
ثم أمر آخر .. القهوة لا تُهجَر بسبب شخص ما .
المشكلة أننا في ورشة بناء ، وعندنا مباني من تسع طوابق فقد يذهب و لا تجده وقد يأخذها و يخرج ، مرة أردنا تسليم عمارة وجمعت أكياسا لوضع القمامة ( أكرمك الله ) وذهبت فجاء رجل من ولاية أخرى تبعد عنا أكثر من سبعين كيلو فأخذ الأكياس ورحل دون علمنا ، أصبحت أثور و أصرخ من الغضب ، وهناك أمر آخر كنت أحضر كل يوم قهوة ، فيأتي العامل أعطني رشفة ويأتي الآخر وهكذا ، فأصبحت أجعلها في قنينة صغيرة وأضعها في الجيب ، المشكلة ليست في العمال ، المشكلة في الناس إلا من رحم الله ، فهذه الطريقة موجودة حتى مع الإخوة في البيت ، نحن في الورشة ليس لدينا تنظيم إداري محكم مثل المصانع ،
ألا يمكن أن تقومو بتنظيم اجتماع -ليس بالضرورة أن يكون رسمي- فيما بينكم لتتناقشوا عن أهم الأمور التي تخص العمل وتعاملاتكم مع بعضكم، حتى تطرحوا هذا التصرف للنقاش وتصلوا إلى اتفاق فيما بينكم يرضي جميع الأطراف ويضع حداً لهذه التجاوزات .. فكري بالأمر .
فهذه الطريقة موجودة حتى مع الإخوة في البيت
المقارنة ليست في محلها، فالأخوة في البيت ليسوا كالزملاء في العمل أو الغرباء في الشارع، فتعاملاتنا مع أخوتنا قد تكون معدومة الحدود ولكن تعاملاتنا مع الغير لابد أن تكون مطوقة بحدود عريضة، بل حتى مع أخوتي قمت بجمعهم والنقاش معهم حول هذا التصرف واتفقنا على الاستئذان قبل أخذ أي غرض وإرجاعه في مكانه .
هذا الأمر ذكرّني بمأساة زميلة لي في سكن الطالبات حين كانت تتعدى بعض الفتيات بأخذ أغراضها ظنًا منهم أنّ هذا مباح وطبيعي.
وأنا لا أرى استمرارية هؤلاء الذين ذكرتهم أنت إلا من صُنع يدك، نعم أنت المُتسبّب، لأنك لم تضع حدودًا حاسمة.
أخبرهم أنّها ستكون استعارة حين ترتضي أنت ذلك ، وأنت لا ترتضي، ببساطة ..إذًا لا مساس بها.
اعزل أغراضك ولا تجعلها بمقربة منهم.
ومثل هذه الأشياء التي تذكر من قهوة، وغيرها، فاجعلها أمامك، واعطِ منها عن طيب خاطر لكن ما يؤخذ بانعدام الذوقيات هذه لا أعترف به إلا
( استغلال )
المشكلة يا نورهان ليست فيَ أنا فقط ، فورشات البناء معروفة بهذا منذ وقت طويل ، وأيضا القصص الذي ذكرتها في أماكن مختلفة و عند أرباب عمل مختلفين و عمال مختلفين ، ولا يحدث الأمر معي فقط بل يحدث لأي عامل و لكننا لا نعرف الفاعل دائما ، فاليوم فقط أخذ أحدهم مكنسة الورشة إلى بيته ولم يرجع فألتقيت بأخيه فأعطيته درسا ، المشكلة يا نورهان أن ورشات البناء تكون مفتوحة قبل إنهاء الأشغال فيكون من السهل التعدي على ممتلكات الآخرين ، وهناك من يأخذها بحجة الإستعارة ثم يهمل تلك الأشياء
التعليقات