من يتضجّر من العالم الرقمي، والوقت الذي يسلبه منه، قد يألف لفظة "دوبامين ديتوكس" أو صوم الدوبامين. فكرة هذه العملية أن تتخلّى عن جميع شبكات التواصل، الأفلام والمسلسلات، أو أي مصدر يحفّز افراز الدوبامين بشكل رقمي على الانترنت.
طبعا صوم الدوبامين لو تمَّ حرفيًا، لكنتَ مشلولًا لا تستطيع المشي! إي نعم لا يستطيع بشر الصوم عن الدوبامين، لما له من أهميّة في تنظيم حركات الجسم، هو يُفرز تلقائيا في أدمغتنا. لكن ثقافة التنمية البشرية تخصُّ النوع المسؤول عن التحفيز، وهذا مقبول من ناحية علمية.
كال نيوبورت صاحب كتب مهمّة في هذا الشأن، خصوصًا كتاب Digital Minimlaism والذي ذكرته مرارًا في تدويناتي، فكرة الكتاب ببساطة أن نجد فلسفة تعتمد على الفائدة في تعاملاتنا مع التكنلوجيا الرقمية.
يتحدّث كال نيوبورت عن مصطلح أفضل من صوم الدوبامين أو الصوم الرقمي. يتحدّث عن عملية "التنظيم الرقمي - Digital Declutter" وهنا أنت ستقوم بالآتي:
- تبتعد لمدّة شهر عن العالم الرقمي. لا تستخدمه إلّا للأساسيات التي يقوم بها يومك.
- أثناء هذا الشهر تستكشف حياتك، ماهي اهتماماتك بدون العالم الرقمي وشبكات التواصل؟ كيف تعمل، تدرس وتقضي يومك؟
- بعد الشهر، ستعيد استعمالك للتكنلوجيا الرقمية، لكن من منطلق "ماذا ستضيف هذه التكنلوجيا على اهتماماتي؟" فإذا لم تخدم اهتماماتك تركتها، وإذا خدمت قبلتها بشروط.
- تضع بعض الشروط على استعمالك لهذه التكنلوجيا بحيث تعطيك اكثر فائدة واقل ضرر مثل "استعمل فيسبوك من حساب جديد لشراء بعض المنتجات على الانترنت لمدّة نصف ساعة عند الضرورة"
سأحب أن أسمع عن أمثلة ناجحة عن "التنظيم الرقمي" منكم. ولا أعتقد أنّ بيننا من نجح في عملية "الدوبامين ديتوكس" وإلّا لما كان قد قرا المنشور أصلًا!
التعليقات