الكتابة هي وسيلة لمحاورة الدات فالمخاطب الاول في العملية الكتابية ليس هو القارئ بل هو الكاتب نفسه، فما إن يضع هدا الاخير كلماته الأولى على الورق حتى تتجلى له عوالم لا متناهي كان من المستحيل إدراكها في سنوات من القراءة الصارمة. فالكتابة هي عملية عقلية و فكرية الا انها تضع صاحبها في موقع متميز و اكتر هدوء بعيدا عن صخب الفكر بل تقسم كيانه الى قسمين، فالاول هو الفكر المتسم بالفوضوية و الرؤية عن قرب، اما القسم التاني فهو الكاتب الذي يكتفي بالمراقبة و النظر عن بعد.

اما الكتابة الغير المتسمة بهذه الصفات التي ذكرناها من قبل هي كتابة مزيفة و سطحية و لا ترقى الا مرتبة الصدق بغض النظر عن المستوى التقافي او اللغوي للكاتب.

والكاتب الحقيقي لا يحول ترسيخ او ايصال اي فكرة سابقة او معتقد واضح او فلسفة محددة من خلال ما يكتبه. بل هدفه الوحيد هو حت القارئ على خوض التجربة و السفر معه نحو رحلة البحت عن الحقيقة التي لا تنتهي.